الأحد، 24 يوليو 2011

اسحق قومي طائر مهاجر من الشمال السوري

عكفت أبحث عن ذلك المكان الذي أعطى الوطن سورية حفنة أبناء متميزين؛غادروه، إلا أنهم حملوا اسمه معهم بعيداً في أنحاء متفرقة من المعمورة؛ ومع أنني بحثت عن عين المكان، إلا أنني وجدت اسمه ضمن ثلة من تلال أثرية تحيط به إحاطة الكواكب بالشمس، إنه قرية تل جميلو، وعلى ذلك أصبحت  مهمتي اقتفاء تاريخ شمال سوية ليستقربي القرار عند كتب كثيرة تحدثت مادتها الرئيسة عن عدد من أبناء هجروا مناطقهم النائية البعيدة لتبرز مواهبهم في أماكن أخرى، ليتركوا بصمتهم في ميادين الحياة المختلفة، نعم؛ هم كثر شاءت أقدارهم أن يغادوا حاملين معهم سمة مناطقهم بالإضافة إلى معارف اقتنصوها في أوطانهم وعملوا على تطويرها في أماكن استقرارهم حيث عرفوا من خلال إبداعهم.
  من هؤلاء وجه عرفناه من خلال خلق  وأدب رفيع أمتاز بهما، إنه الأديب الشاعر إسحق قومي.
  هو من مواليد قرية تل جميلو التابعة لمحافظة الحسكة السورية،  أبصر النور 1949م تابع تلقي علومه في سورية، ليحصل على الليسانس من قسم الفلسفة والدراسات الاجتماعية والنفسية من جامعة دمشق.

امتهن التعليم فتألق فيها وتدرج حيث علمَّ أجيال من مختلف المراحل الابتدائية، الإعدادية، الثانوية, ومعاهد الصف الخاص دفعه شغفه بالتعليم ليرتقي كمدرس لمدرسي التربية العامة وعلم النفس ونائبا لمدير معهد إعداد المدرسين وفيما بعدرئيسا للدروس المسلكية لعام 1988م.
  دفعته طموحاته ليغادر موطنه في أيلول عام 1988م قاصداً للولايات المتحدة الأمريكية مهاجراً.

وعندما استقر به الحال في ,ولاية نيوجرسي، استعان على غربته بمزاولة أعمال حرة. إلا أنه لم ينس هوايته الأدب ليعمل بكثير جهد على تحريرالصفحة الثقافية في صحيفة الاعتدال ويشارك في تحرير صحيفة الهدى اللبنانية .
   كذلك كان أحد أعضاء أسرة البرنامج الإذاعي (القافلة كروان) في "ساوث أورنج" لمدة ثلاث سنوات، وخلال ذلك بدأت عروض العمل تنهال، منها عرض للعمل في إذاعة صوت أميركا -القسم العربي –

 إلا أن حنينه للأدب كان دائم التردد على النفس، ليدفعه للمشاركة بمسابقة للشعر باللغة الإنكليزية. بقصيدة "أي ول ستل سنك" في مسابقة "ترجرد بويمس أوف أميركا" عام 1991م.
  ولأسباب كثيرة كان فكره الأدبي يقض مضجعه، فتناوب في أعمال كثيرة، ليقدم نهاية عروض لمطربي الشرق، فقدم لأكثر من مطرب ومطربة على مسارح الغناء في نيوجرسي أهمهم المطربة دلال الشمالي. إلا أنه لم يجد ذاته في ي منها.
ودائماً تهجر الطيور أعشاشها، وكذلك هجر الأديب قومي تلك البلاد البعيدة، لتحط به الرحال في أوروبة القريبة من الوطن، ليصل ألمانيا عام 1991م التي أحبها ولا يزال يقطنها حتى اليوم.

كان القلم رفيق رحلاته، القلم الذي لم يخذله يوماً، وعليه نشرت كتاباته الشعرية والروائية والقصصية الصحف التي تنشر بالعربية كالتقدم شوشوطو، وآرام وبهرو سريويو، وفرقونو , ومجلة شورايا(البداية) ومجلة المستقبل وبنيونو الكندية.ودروب ووتركيت(بوابة نركال).
  ومع أنه بعيد إلا أن منتديات العالم بأثره كانت مربط فرسه فشارك كعضو فاعل في كثير منها كالمربد وصخب أنثى، ومنتديات النيل والفرات وأنكيدو.وإنانا..وأصوات الشمال. وتجمع شعراء المغرب؛ والموقد والسرياني الحر والمحطة وموقع بانياس الساحل وموقع النور والنوراني والرئيسية وصوت العروبة والحوار المتمدن وموقع معكم ومنتديات نبض القوافي ومنتديات نشيج المحابر الأدبية وموقع أولف السرياني والمثقف وعين كاوا والتجديد العربي والبيت العراقي وبابل الفضاء الثقافي. ومنتدى بحزاني ومنتديات صبايا وشباب بانياس الساحل والعرب اليوم والخابور وهلمون نيت وغيرها.

 كذلك أعاد عهده وجدده مع صحف كثيرة منها مجلة أدبيات؛ والجذور الثقافية وقنشرين ومجلة فوانيس وعراق الكلمة ومملكة الأحلام.
   ليعود منذ سبعينات القرن الماضي ويشارك بكتاباته في الصحف السورية: كالطليعة, البعث, والثورة وتشرين ومجلة المعلمين.والطلبة والمسيرة، والطفل العربي .بالإضافة إلى  مشاركات شعرية في أكثر من عشرين برنامجاً إذاعياً للشبيبة والطلبة . و أمسيات تلفزيونية في برنامج قناة 99.  وكانت له ظهورات تلفزيونية عدة في زاوية شعر.

 طُبعت أول مجموعة شعرية له عام 1983م بعنوان: الجراح التي صارت مرايا. تبعتها في عام 1984م بمجموعة للأطفال بعنوان أغنيات لبراعم النصر. وله من المجموعات الشعرية التالية: - مواويل في سجون الحرية - العاشقة القديمة منى - قمر ياقمر - نُغني للبشرْ (للأطفال) - مواسم الحصادْ - الشاعر والمقصلة - نبوءات العهد البابلي - أناشيد لآلهة الخابور القديمة - زورق على نهر الراين - لماذا بكت عيناك؟ - عبد الأحد قومي شراعُ في مدى القصيدة. - الموت في المنافي البعيدة. وفي الشعر باللغة الإنكليزية والألمانية ديوان بعنوان( أي ول ستل سنك) أنا سوف أبقى أُغني.

 أحب الطفولة فقدم مجموعة أعمال قصصية للأطفال بعنوان ( الأزهار تضحك مرتين). ليتبعها بمخطوطات روائية أهمها ( دموع تأكل بقايا صمت, عاشق أُختي، المسافر إلى الفراغ، كان اسمها سونا، في الطريق إلى الزللو، المستحيل كان جنونا، جلجامش يعود ثانية، المحطة، أنا وأهلي على ضفة الهاوية) وفي البحث التاريخي له عدة كتب منجزة (القصور والقصوارنة وقبائل الجزيرة السورية وابتهالات لمن خلق الوجود).
  ليظل في جعبته كتب يعمل على إعدادها للطبع وهي: مئة عام على بناء مدينة الحسكة. والمسيحيون في الجزيرة السورية. أعلام الأمة السريانية الأشورية الكلدانية. تاريخ الحركة الشعرية في الجزيرة السورية.
   ومن أهم دواوينه الشعرية تلك التي كانت بدايات لتجربته- حُرق بعضها وبعضها نجى من الحريق؛ فاديا - البنفسج المبلل بالدموع - ابتسامات الأمس الساخرة - ليس عندي قمر.

وفيما بعد تعدى اهتمامه الثقافي الكتابة ويواكب ركب الحضارة من خلال موقعه الشخصي، الذي اتسم بسمة الثقافة والأدب ليظهر إلى الوجود من خلال موقع اللوتس المهاجر، الذي بدء البث الثقافي ليكون الثاني بعدَ المنتدى الأول (مملكة الحبّ والنهار) الذي أنشأهُ عام 2008م.

واليوم أكتب أنا من دمشق؛ أكتب عن علم من أعلام بلادي الكثيرة . بكل افتخار عن الأديب الشاعر والمعلم إسحق قومي.


هناك تعليق واحد:

  1. مرحبا! لديك موقع للاهتمام. من الجميل ان الزيارة هنا.

    ردحذف