الاثنين، 11 يوليو 2016

لمربي الفاضل الأستاذ توفيق أبو شنب

المربي الفاضل الأستاذ توفيق أبو شنب
قيل فيه هل ريض الأدب أم أدب الرياضيات
وكانت مدونة وطن في حي القيمرية بتاريخ ٣- تموز-٢٠١٦م، من خلال زيارتها لأول خريج من كلية علوم جامعة دمشق قسم الرياصيات.
" توفيق أبو شنب" الذي وصف مسقط رأسه بقوله؛ يتوسط أحياء دمشق القديمة لذلك عد حياً أمناً لبعده عن سور المدينة.
سُمي الحي وسوقه بالقيمرية نسبة إلى المدرسة القيمريةالكبرى التي بناها الأمير ناصر الدين الكردي سنة (650هـ /1252م) أواخر العهد الأيوبي، عرف قبل بناء المدرسة بسوق الحريمين، ليصبح القيمرية في الفترة العثمانية.
يتطابق سوق القيمرية مع الشارع الرئيس في الفترة اليونانية، لتتفرع منه شوارع ومداخل لأ زقة أصغر .
بلغ الحي زروة نشاطه الاقتصادي في القرن التاسع عشر، إذ تركزت فيه صناعات عدة، منها: الصاية الحريرية والأغباني والموزاييك الخشبية والحفر على النحاس كان يهود دمشق من أمهر الحرفيين، إصافة إلى الصباغة والطباعة، فلقب بالهند الصعيرة
قربه من اماكن العبادة جعل منه نقطة
استقطاب اجتماعي وسكاني، من طوائف مختلفة.
من اهم أوابده الأثرية، قصر العظم وخان أسعد باشا ومكتب عنبر وجامع فتحي والمدرسة القيمرية وحمام النوفرة ونور الدين وسويقة جيرون التي استقطبت حركة سياحية مستمرة،
من أهم شخصياته الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، العلامة قسطنطين زريق، "صلاح الدين المنجد" مدير معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربيةً، مؤرخ دمشق "أكرم العلبي"
المطرب رفيق شكري .
ليقول: ولدت في دمشق قيمرية عام 1926م ،كان والدي رجلاً عادياً يعمل بأعمال بسيطة على نطاق ضيق، أما عمي "رز الله أبو شنب" فقد كان أستاذاً لمادة الرياضيا خريج الجامعة الأمريكية، وعمتي " هيا" أستاذة في الأدب الإنكليزي خريجة الجامعة الأمريكية أيضاً، كذلك عملت عمتي في سلك التعليم ، أما جدتي فقد كانت من أوائل خريجي الجامعة الأمريكيةالسًًوريين، تصلها كل عام دعوى من الجامعة الأمريكية فتذهب وتقيم في أوتيل سان جورج على حساب الجامعة، وتجلس في الصف الأول وتلقي كلمة باسم خريجي الجامعة السوريين، لكونها أول خريجة سورية منها.
ليقول: نشأت في بيئة مثقفة.
أنجبت والدتي أربع أشقاء وافتهم المنية ولم يبقى من العائلة سواي.
نشأت عصامياً درست في مدرسة "آيرش سكول" وهي إحدى المدارس التبشيرية بباب توما ، درست كل المواد فيها باللغة الإنكليزية فأتقنت هذه اللغة وبهذا نشأت على حب اللغات وقد كان التعليم فيها مقابل أقساط بسيطة للدولة، ليقول: كانت إدارة مدرسة التجهيز الأولى تقيم مسابقات للانتساب لها ؛ فاشتركت في مسابقة في الصف السادس الابتدائي ونجحت الأول، فمنحت إقامة نصف داخلية مع إعطائي الكتب ووجبة الغداء على حساب الدولة
تعلمت على يد أساتذة متميزين مثل محمد البزم أحد عباقرة اللغة العربية.
يروي توفيق قصة حصلت معه في الصف التاسع أخرج الأستاذ محمد دفتر العلامات ونادى باسمي وسألني أتعرف ما معنى شنب في العربية؟ قلت له الشارب، فقال لي قاتلك الله، تحمل اسماً ولا تعرف معناه، هات قاموس المحيط، فأحضرته وقال لي أفتح باب الباء فصل الشين وقرأ لي معنى الكلمة وقرأ عامودين من القاموس ونحن نتبع من القاموس ما يقرأ
ثم قال: قاتلك الله يا جار النافذة... هل عرفت ما معنى شنب؟
أحدث هذا الحدث انعطافا بحياتي باعتبار جدتي وعماتي ومحيطي كله واسع الثقافة لكن أحداً منهم لم يخبرني بمعنى اسمي، فأصبحت عند سماعه لأي كلمة لا أعلم معناها أفتح المعجم، و وأبحث عن الحقيقة.
لبقول: أتم دراسته الثانوية، وبعدها أنشأ ساطع الحصري باعتباره المسؤول عن التعليم معهداً سماه المعهد العالي للمعلمين.
حيث تقدم من كل محافظة البعض لمسابقة الدخول بهذا المعهد ونجح في الرياضيات 20 كنت أنا الأول، وبعد النجاح في الاختبار الكتابي تقدم الناجحون لاختبار شفهي ثقافي.
وبعد دخولي للمعهد العالي للمعلمين سجلت لدراسة الطب ولكنني تركته لألتحق بمعهد المعلمين ولم ينجح من دمشق غيري وكانت الدولة تدفع للمتفوقين راتب 120 ليرة في الشهر ما يعادل 6 دهبات في ذلك الوقت راتب للدراسة.
كان أول خريج من قسم الرياضيات وكان الأول على دفعته.
بعد انتهاء الحرب العالمية سنة 1945م كانت الدولة ترسل بعثات وكذلك تستعير
أساتذة يعلموننا الرياضيات باللغة الانكليزية
من أساتذتي الدكتور نادر النابلسي ، الدكتور وجيه القدسي، والدكتور عبد الغني الطنطاوي وهم خيرة القادمين من المبتعثين.
علمت في التجهيز الأولى "جودت الهاشمي "، وثانوية أسعد عبد الله، وهما الثانويتين الحكوميتين الوحيدتين في دمشق، لأن النصاب 20 ساعة
كذلك علمت بمدارس خاصة مثل اللاييك.
في الخمسينات تخرجت أجيال وتم ارسال بعثات، كان من ضمن المبتعثين تلميذي الدكتور موفق دعبول وهو أحد العباقرة في الرياضيات، .
يذكرأيضاً من طلابه وائل أتاسي من حمص، أحمد بعاج من حلب، أحمد عجوزي من سلقين، زبيدة فرحات زوجة سهيل الصغير أول مذيع بإذاعة دمشق وقد كان يأتي متأخرا للمدرسة بسبب تقديمه لنشرة الأخبار، عبيدة الزين من دمشق، إسعاف حداد من حماة
كان التلاميذ يعودون بعد اتمام مراحل دراستهم إلى المناطق التي أتوا منها
فيمابعد تم إلغاء المعهد العالي وهذا أكبر خطأ وذلك لدخول الوساطات في نتائج المسابقات.
بين عامي
1951 لل 2000 كان اسمي على الكتب المدرسية لمادة الرياضيات،
يذكر من زملائه هاني المبارك، عباس الصوص، زياد طرزي ورفاه قسوات وعبد الكريم المحلمي.
نبغ باللغة العربية فدرس الرياضيات دوما في اللغة الفصحى مع تشجيعه لزملائه على الحديث بالعربية الفصحى مع الإيمان بأن الطالب لن يتعلم اللغة العربية من مدرس اللغة العربية وإنما من مجموعة المدرسين كافةً
لتصبح اللغة صديقة له
ليقول:كانت شهدت فترة الستينيات نهضة متكاملة بالفن والعلم والرسم. بالنسبة لي أحببت كل الفنون وكان ولعي شديداً بالموسيقى فأتقنت العزف على البيانو.
تحدثت عنه الأستاذة فلك هاشم كان التعليم في تلك المرحلة دقيقاً وصارماً وكانت المجموعة الأولى لخرجي فسم الرياضيات كلها من المتفوقين وكان من ضمنهم توفيق أبو شنب
اما المربية الفاضلة فتحية طرابلسي فقالت كان معهد إعداد المعلمين متميزاً بتلامذته يجمعنا الود والطموح والمثابرة والإخلاص كنا مجموعة مميزة وكان توفيق أبو شنب من المتفوقين المشهود له بذلك.