الاثنين، 24 أكتوبر 2016

حارس المرمى فارس سلطجي

فارس كرة قدم البلاد العربيةرمز من رموز الرياضة السورية حارس مرمى منتخب فريق الجيش العربي السوري في منتصف وأواخر القرن الماضي فارس سليم سلطجي من مواليد دمشق 1941، ابصر النور في حي ال
الشامية، .
ليقول: كانت بيوت الحي بمثابة قصور، أقل بيت فيه عشر أو إثنا عشر غرفة منها غرف علوية ومنها غرف أرضية والتي احتوت القاعة والليوان والمربع كانت هذه الغرف واسعة المساحات، مرتفعة الأسقف، تدخلهاالشمس من الصباح وحتى المساء، تتوسطها فسحة سماوية، أرض الديار باتساعها تُعد منفذ لأهل البيت، يلعب فيها الأطفال والأولاد، حتى نحن كنا نلعب فيها كرة قدم، كانت الغرف العلوية منعزلة وأكثرها كان غرف للنوم، كنا نشتّي بغرفة من الغرف العلوية لبرودة الغرف الأرضية، احتوى بيتنا أشجار رائعة، تفوح منها رائحة الياسمين و النانرج، بالإضافة إلى شجرتي الليمون الحامض والحلو، بالإضافة إلى جانب دالية العنب الزيني، التي تسترخي أغصانها في مشرقة البيت، والذي نفتقد طعمه وحلاوته اليوم،، في تلك الفترة احتلت دوالي العنب زاوية في كل بيت، لتمتد على الأسطحة المعروفة ب المشرقة، اشتهر حي القنوات ببيوتاته العربية الجميلة بهندستها وبقاطنيها ا من أهالي دمشق القدامى..
دراسته: توزعت المدارسالابتدائية في كل الأحياء الدمشقية، فكانت موجودة حول البيوت، بدأت الدراسة بمدرسة صلاح الدين القريبة جداً من بيتنا ، حيث كنت برفقة أصحابي من منطقتي، لينقلني والدي بعدها لمدرسة التربية والتعليم الخاصة المعروفة بنظامها وصرامة انضباط إدارتها، وتعليمها كانت بعيدة عن بيتنا قليلاً بمنطقة السويقة، كنت أذهب من حي القنوات وآنفذ بين أزقته إلى زقاق الديري ومنه إلى باب الجابية إلى زقاق الحطاب ثم إلى السويقة حيث المدرسة، كانت من أحسن المدارس في ذلك الوقت، تعود ملكيتها لأشخاص من السويقة نفسها، وكان دوامها طويل، أذكر من أساتذتها الأستاذ "غالب" المعروف بقسوته على الطالب غير الملتزم بالدوام المدرسي المهمل لدروسه، كان العقاب يومها بلفلقة، تضرب بها أرجل الطالب تأنيباً وتنبيهاً له، ونتيجة لجدية التعليم تخرِّج منها أحسن عشر طلاب من حملة الشهادة الإبتدائية.
، بعد نيلي الشهادة الإبتدائية انتقلت إلى المدارس الإعدادية والثانوية، انتسبت بالبداية إلى مدرسة دار الحكمة وهي مدرسة خاصة، خلف الإذاعة القديمة بمنطقة "تحت القناطر" عند بيت فخري البارودي وكانت معروفة بأساتذتها وتعليمها وطلابها المتميزين، أكملت فيها السادس والسابع والثامن، وانتقلت إلى ثانوية دمشق الوطنية، درستُ الصف التاسع، أيضاً كانت قريبة من بيتنا، بشارع خالد ابن الوليد، أختير عدد من الطلاب ليكونوا النواة الآولى لفريق كرة القدم المدرسي، وكنت ضمن الفريق الذي أطلق عليه اسم "فريق ثانوية دمشق الوطنية" وكنا نباري الفرق والأندية، من اللاعبين المعروفين، من اشهر الاعبين وقتها محمد عزام الذي كان يكبرنا، نال شهادة الكفاءة ودرس الثانوية بنفس المدرسة، وأحمد جبان، أحمد عليّان، أحمد طالب تميم، لطفي كركتلي، المرحوم فارس حنا، كانوا نجوم معروفة بالأندية، وفيما بعد لعبنا مع فرق قوية وأصبحنا نذهب إلى المحافظات لللعب؛ وتألق اسم المدرسة، ومديرها الأستاذ عبد الستار الكسم كان يحب كرة القدم فدعم الفريق وشجع اللاعبين، فتطور الفريق وصار له اسم كبير كأحسن الفرق، وكانت مدرستي أول مدرسة تنشئ فريق كرة قدم على مستوى جيد ولاعبين أكفاء، ولعبنا مع الأندية والمنتخبات وتطورنا، وأكملت بالمدرسة كل المرحلة الثانوية، ووقتها كان فريق الجيش العربي السوري، وكان عندي عسكرية إجبارية، فطلب مني "مخلِف العمر" المسؤول عن فريق الجيش والعميد "محمد موصللي" الذي كان مسؤولاً عن الاتحاد الرياضي العسكري، أن أخدم عسكريتي وأنا ألعب كرة القدم، وفعلاً ذهبت مع بعض أصدقائي مثل أحمد الجبان وأربع شباب آخرين ودخلنا بفريق الجيش العربي السوري الذي كان له اسم كبير وهو عماد الكرة السورية في ذلك الوقت،من ألمع اللاعبين: موسى شماس، أوَديس، بتراكي، محمد عزام، مروان دردري طارق علوش، كانوا أكبر من جيلنا، أما من جيلنا سمير سعيد، جوزيف شارسيان، وكانت مدة العسكرية تقريباً سنتان لم نشعر بها، وأصبحت اللعبة بدمِنا فكانت اختصاصنا، وكان للفريق لقاءات خارجية ومباريات دولية حيث اشترك ببطولة العالم العسكرية أكثر من مرة، و كان ترتيبنا الثالث في إحداها.
بدأ المجتمع الدمشقي والسوري يهتم بكل أنواع الرياضة وكان لكرة القدم الآولوية، ،وكان الملعب البلدي يقيم في كل أسبوع مباراة خارجية لفريق الجيش، كان الملعب البلدي منفَذ لأهل دمشق فقد كانوا ينتظرون يوم الجمعة بفارغ الصبر لمشاهدة مباراة فريق الجيش الذي تعلق به أهل دمشق ومن ثم جميع المحافظات، كان موقع الملعب البلدي متميزاً فحوله طبيعة خلابة تحيط به المياهمن الأعلى من نهر تورا ومن الأسفل نهر بردى، و الذهاب إليه للتسلية وقضاء يوم جميل بليرة سورية، وقد يدخل البعض خلسة والبعض يقفز من عند الأنهار، حشد كبير ولاعبين مهرة يشعر الجميع بأنه كرنفال جميل
تعلق الجمهور جداً بفريقه وبمبارياته، لتنوع الفرق الزياضية الزائرة، كفريق ستيوا الروماني، وسبارتاك موسكو، وفرق روسية دنمو موسكو، شختارو الروسي وفرق من بلغاريا.
كانت الدول الشرقية تتمنى المجيء إلى دمشق للعب، كان الإحتراف كبير و المطلب المادي كبير، يقيمون في الفنادق الكبيرة فيطيب لهم الجو المعتل مقارنة بمناطقهم الباردة التي أتوا منها.كانت المباريات اسبوعية، رسمية لفريق الجيش مع إحدى الفرق القوية الأجنبية أو العربية، مع حرص الجميع للذهاب إلى الملعب يوم الجمعة، الجو جميل ويأخذون السندويش من البائعين المتواجدين خارج الملعب، ويستمتعون بوقتهم، وكان فريق الجيش يجاري هذه الفرق، فكان فريق ستيوا الروماني القوي يحقق 1-1 ،1-0 ، وكان الجمهور كأنه يتفرج على لاعبين أوروبيين، وكانت تأتي الفرق الألمانية وفرق برلين للعب عندنا كانت فرق قويةوفريق الجيش يجاريها والجمهور يتمتع لأن المباراة حامية من الطرفين، وننافس الفرق ونهدد مرماهم بشكل كبير، والجمهوم يذهب ويبقى يتكلم للأسبوع القادة عن المباراة، حتى تأتي المباراة القادمة..
فترة النشاط الحقيقي بفريق الجيش كم كانت الفترةبدآت الحياة الرياضية بنادي بردى لمدة ثلاث سنوات، وهو من الأندية العريقة والمعروفة ونادي له صولاته وجولاته، أما المرحلة الثانية فيجب أن تكون بفريق الجيش إذا أراد اللاعب أن يتطور ويصبح له اسم كبير، فانتقلت إليه عام 1960 – 1961 وبقيت حارس مرمى فريق الجيش ومنتخب سورية فكانوا يأخذون لمنتخب سورية 70/100 أو 80/100 من فريق الجيش كانوا اللاعبين كبار وأسماؤهم معروفة على مستوى عالي لذلك كان هذا الفريق هو عماد الكرة السورية بالمنتخبات، وبقيت حارس مرمى أساسي لعام 1973، أُصبت بالسبعينات بغضروف بالركبة يلزمها عمل جراحي ولم يكن الطب متطور آنذاك،فأرسلني فريق الجيش إلى رومانيا، بعد مجيء فريق ستيوا الروماني إلى الشام وأنا لعبت ضدهم أصبحت معروفاً، فاستقبلوني مجاناً بمستشفياتهم بالأوتيل على إسمي المعروف، بعد الإنتهاء من العملية عدت إلى اللعب ولكن أصبح عندي نقطة ضعف وخوف، ب 1973 كنا ببغداد فريق الجيش ورديفه منتخب سورية، وكان من الضروري اشتراك منتخب سورية لكونه المنتخب الوطني الأساسي الذي يمثل الوطن، لكونه واجب مقدس ، وعلى الرغم من ضآلة العائد المادي، إلا أننا نذهب محبةً بالوطن ومحبةً بفريق الجيش ومحبةً بسورية، لعب منتخب سورية مباريات عدة، كان أهمها ببغداد بالعراق للفوز بكأس العرب، كانت كل الدول العربية تشترك وتجتمع للفوز بكأس العرب، وهكذا كان النجاح رديف لنا ببغداد وفزنا على عدة فرق كبيرة وكانت آخر مبارياتنا مع منتخب العراق أقوى الفرق المشاركة.
لعبنا ببغداد سبع مباريات بكل هذه المباريات لم يدخل للمرمى إلا هدفين فقط وكنت في حينها نجم البطولة وتم منحي كأس أحسن حارس مرمى عربي، وذاع صيتي في الأوساط الرياضية العربية والآوربية كأحسن حارس مرمى عربي، بعد مباريات كأس العرب ببغداد، وجاءتني عروض كثيرة من اليونان ومن الكويت ومن العراق، لكن حب الوطن والأهل والأصدقاء وفريقي جعلني أبقى ببلدي، وبعد رجوعنا إلى الشام فاجأني إخوتي العراقيين بوضع صوري على أغلفة علب التمر العراقي وأرسلوا لنا علب تمر، كان سروري كبيراً بهذه البادرة، كما أرسلوا منها أيضاً لعدنان بوظو المعلق الرياضي، وكان يكتب بجريدةالموقف الرياضي، فكتب عنوان (السلطجي على علب التمر العراقي) وكانت تباع العلب ببغداد والكويت وغيرها.. فكانت شهرة كبيرة، للمنتخب السوري ولي أيضاً،.
ذهبت إلى الكويت ولكني لم ارتح نفسياً، لأن شهرتي كانت بفضل فريق الجيش العربي السوري، وفريق الوطم وفريق سورية وكنت معروفاً ببلدي، كانت ملاعبهم موحشة بالنسبة لي، أُصبت عدة مرات، وبعدها رجعت إلى سورية واستمريت مع فريقي وبقيت حتى عام 1973 م.
كنت دائم الفرح بتمثيل بلدي ووطني، وأنصح اللاعبين بأن المادة ليست كل شيء، المهم هو راحة الضمير ومحبة الناس ومحبة الوطن ومحبة فريقك، لك، لأقول:بأن قميصك الذي ترتديه بوطنك يعادل مئة قميص خارج الوطن..





قال عنه السيد زكريا حزام الحكم الدولي المشهور: أنه كان حارس مرمى بنادي بردى ثم انضم لفريق الجيش بمنتخب سورية، وهو حارس مرمى مشهور، فقد مثَّل سورية دولياً داخل القطر وخارج القطر، ثم أصبح مدرباً فدرَّب حراس مرمى المنتخب الوطني السوري وكان نشيطاً وله سمعته الطيبة.. كنا فريقاً واحداً في المنتخب الوطني السوري ومعنا من الرياضيين المعروفين، أفاديس كولكيان، موسى الشماس، ومظفر عقاد، يوسف محمود، حافظ أبو لبادة وغيرهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق