الاثنين، 24 أكتوبر 2016

الفنان أحمد الجفّان

إن وطننا يكبر بفنانيه ويعظم بالتراث الفني الذي يخلّفه الفنانون ..
أحد رواد الفن التشكيلي وفن النحت في سورية..
ناقدٌ فنيٌّ وأديب، خبيرٌ بفن تصميم الإعلان والشعارات.. وأول مصمم للطوابع في سورية.
فنان تشكيلي يعتمد الأسلوب التعبيري بطريقةٍ إبداعية كلاسيكية الشكل رمزية المضمون، مستمَدّة من الواقع المعاش، بتركيبةٍ جديدةٍ ناقدة ورؤية معاصرة، وهذا ما يميّز المدرسة السيريالية، إلا أن وضوح الأفكار التي تعالج المواضيع الإنسانية من الناحية الإجتماعية والمشكلات العالمية، تجعلنا نقف أمام مدرسة قد تكون جديدة تَستعمل أبجدية حديثة تعتمد على خيال الإنسان الإبداعي من جهة وعلى الطبيعة التي لا بد من وجودها في كلِ عملٍ فني من جهة أخرى، وبذلك يكون قد خرجَ عن المعتاد في الرسم و التصميم إلى جو الحداثة.
«أحمد الجفان»عنه قال الناقد السوري «عبد الله أبو راشد»: ( فنانٌ شامل لمجالات تشكيلية مميَّزة، فهو مثابر متجدد لا يقف عند حدودٍ معينة إنما يشكِّل في ذاته المبدعة ومناهله الثقافية والفنية جوقة متجانسة وطقوساً متفرِّدة لمجموعة متكاملة في رجل واحد).
كما قال عنه الشاعر « نزار قباني» عندما زار مرسمه عام 1959: (لم أرَ في كل ما شاهدت من أعمال فنية ما يماثل أعمال الفنان «أحمد الجفان» لِما تتمتع به من حضور متميِّز وأفكار جديدة).
 وأيضاً الأديب السوري «غالب كيالي» صاحب "مجلة أوروبا والعرب - لندن" قال:( أحمد الجفان، قد تتحدث إليه مراراً وتراه يومياً ولكن تواضعه الجم وابتسامته التي لا تفارق شفتيه لايتركان لك الفرصة لأن تتصور أن أمامك واحداً من عمالقة الفن).
و«الناقد مرهج محمد» - صحيفة البعث السورية قال: (تمَّيز الفنان أحمد الجفان بأدواته الفنية المختلفة، فاستطاع أن يصنع مدرسة جديدة تحكي تاريخنا المعاصر منذ الخمسينيات وحتى الآن، وأعماله تأتي في إطار الحداثة التي تميَّز بها، كالمعاناة البيئية من مخاطر تلوث وفواجع حروب وكوارث، وأمراض مستعصية، بلوحاته (الجوع - الأزمنة الحديثة - الدمعة المتحجرة - منارة الجحيم - حضارة البيتون - الحرب والسلام) وغيرها كثير مما يعكس مشكلات العصر بعمومية عالية تشكِّل لغةً مشتركة يفهمها كل من يعيش على هذه الكرة، ويخاطب المجتمع الإنساني بكافة شرائحه.
 
وقال الناقدان: «نبيل المجلي» و«محمد وهبه» -مجلة الاعتدال أميركا-: (سورية الخيرة مليئة بالعظماء، ولكن شدة القرب حجاب واكتشافهم قد يكون متأخراً، من هؤلاء الفنان الكبير متعدد النشاطات أحمد الجفان الذي انتشرت أعماله في جميع أنحاء العالم وحصل على العديد من دبلومات الشرف من بينالات وارسو في بولونيا وبرنو بتشيكوسلوفاكيا ولاهتي بفنلنده وكليو بأميركا وهو يعمل بنشاط لرفع راية الفن السوري في العالم رغم صعوبات البريد وتكاليفه الباهظة، جهده متواصل منذ نصف قرن حتى الآن يكتب النقد الفني و الشعر ويصمم الشعارات و الطوابع بأسلوبٍ رمزيٍ متميز).
 
ولد الفنان «أحمد الجفان» في دمشق "حي ساروجة" 1935، تلقى تعليمه الإبتدائي في مدرسة "معاوية بن أبي سفيان" من الصف الأول حتى الثالث وانتقل إلى مدرسة "عمر بن عبد العزيز" الصف الربع والخامس، واستمر في تعليمه الإعدادي بـ"الكلية العلمية الوطنية" والثانوي في ثانوية "ابن خلدون"، وبعد حصوله على الشهادة الثانوية انتسب إلى جامعة دمشق كلية الحقوق 1966 وفي عام 1968 انتسب إلى كلية الفنون الجميلة التي تخرج فيها عام 1971 بدرجة جيد جداَ باختصاص نحت معماري (نصب تذكارية وساحات عامة)، وكان مشروع تخرجه بعنوان "الحجارون" وهو تمثال رئيسي بطول ثلاثة أمتار يمثِّل عاملاً يحمل بيده حجراً، بدأ فيه من الواقعية إلى التكعيبية، وبرع في مجال الديكور- الإعلان –الغرافيك -النحت – والتصوير..
 
مجموعة الأعمال الفنية التي قام بها الفنان:
-في أثناء دراسته في الجامعة عمل مخرجا ًفنياً ومصمماً للإعلان والغلاف في إدارة الشؤون العامة والتوجيه المعنوي، شارك بإنشاء وإصدار مجلة "الجندي" السورية، وعمل مديراً فنياً ومحرراً ومخرجاً ومصمماً للإعلانات والعديد من الريبورتاجات والأغلفة لكثير من أعدادها، من عام 1955 - 1969.
-شغَلَ منصب مديرالشؤون الفنية في إدارة الشؤون العامة والتوجيه المعنوي.
-عمل مخرجاً فنياً ومصمماً للإعلانات والأغلفة في إدارة الشؤون العامة والتوجيه المعنوي "مجلة جيش الشعب، المجلة العسكرية" 1955 – 1969.
- عمل محرراً لبعض المجلات العربية "صباح الخير المصرية"، "الأحد اللبنانية -عدة مواضيع عن الفنون التشكيلية السورية والعربية وعن الصحافة السورية-"، "الصياد اللبنانية"، "الثقافة الوطنية اللبنانية" 1957 – 1959. 
-فام بإعداد وإخراج البرنامج التلفزيوني "خالدون" في التلفزيون العربي السوري عام 1958.
-وفي نفس العام 1958 قام بالكثير من النشاطات الفنية، منها لقاءه بالشاعر«نزار قباني» نُشرَ في مجلة صباح الخير المصرية ومجلة الصياد اللبنانية ومجلة النقّاد السورية "ريبورتاج فني".
-عمل محرراً فنياً، بالإضافة إلى تصميم الأغلفة في مجلة "الإذاعة" السورية-مواضيععامة عن الفنانين العالميين-" بدعوة من رئيس تحريرها «سعيد جزائري» من1957 - 1959.
-عمل محرراً فنياً لمجلة "النقاد" السورية 1955 – 1960.
- صمم ورسم كافة أغلفة مجلتي "ليلى"-وكان رئيس تحريرها «جلال فارق الشريف»- و"الفتوة" السوريتين 1962- 1963.
- قام بتصميم طوابع سورية وعربية لكافة المناسبات الوطنية والاجتماعية والثقافية معبراً عنها بأسلوب متطور منذ عام 1963 وحتى الآن..
-عمل مديراً فنياً في المسرح العسكري وقام بتصميم ديكورات بعضاً من مسرحياته 1963.
-أول من أدخل الأسلوب الحديث في رسم وتصميم الطابع السوري (طابع 8 آذار 1966).
-صمم أغلفة دليل المعرض وبروشوراته، من عام 1970 حتى1981.
- دعي للتعاقد مع المؤسسة العربية للإعلان - وزارة الإعلام كخبير بفن تصميم الإعلان عام 1970حيث تسلم منصب مدير الشؤون الفنية وعضواً في مجلس إدارتها حتى عام 1999.
- صمم أفيشات معرض دمشق الدولي للأعوام 1971 - 1973 - 1974 - 1993 - 1995 1996.
-قام بتدريس مادة الفنون التشكيلية في بعض إعداديات وثانويات دمشق من عام 1971-1974.
- أنجز العديد من بوسترات في مختلف المواضيع الاجتماعية .. السياسية .. الاقتصادية .. الثقافية..
-قام بتصمم وإخراج سلسلة كتاب "الحركة التصحيحية "الصادرعن وكالة سانا، من إعداد "فوزي العلّاف". 
-صمم ديكورات لصالات عرض شركات عامة ومحلات تجارية.. 
-قام بتصميم وإخراج سلسلة "مجلة المناضل"، من إعداد الدكتور «فاضل الأنصاري».
-أخرج سلسلة كتاب "سورية الثورة" مع تصميم الغلاف، من إعداد الدكتور«اسكندر لوقا»عام 1971 .
-صمم أغلفة لكتب محلية وعربية: (شعرية - طبية - زراعية - أدبية - فنية)..
-صمم شعار شبيبة الثورة عام1971، والعديد من الشعارات لشركات ومؤسسات وهيئات عامة..
-عمل مديراً فنياً لمجلة "الرأي الإقتصادي" اللبنانية، ومديراً فنياً لمجلة "الشرق الأوسط" اللبنانية عام 1975 -1978. 
-صمم طابع المحادثة الفضائية السورية بين السيد الرئيس «حافظ الاسد» ورائد الفضاء السوري «محمد فارس» (اللحظة التاريخية ) عام 1987. 
-نشر عدة مقالات أدبية وقصص قصيرة وقصائد شعرية ونقد فني في صحف ومجلات محلية وعربية.
-صمم وأخرج كتاب "سورية التصحيح في عامها العشرين باللغة العربية" عام 1990، وآخر "باللغة الإنكليزية" عام 1993، بتوجيه من السيد وزير الإعلام الدكتور«محمد سلمان»، وقد وضَع على الغلاف منحوتة من أعماله (ريلييف) للسيد الرئيس.(هو أول من أدخل المنحوتة على الغلاف).
-أخرج كتاب "شهادات في معالم الشهيد باسل الأسد" بالإضافة إلى تصميم الغلاف.
-أنجز العديد من اللوحات الفنية مختلفة الأحجام بأسلوب تعبيري رمزي واستعمل فيها، الألوان الزيتية، الغواش، قلم الرصاص، المائي، قلم الفحم والحبر الصيني.. خلال مسيرته الفنية..
-قام بأعمال النحت بأحجام مختلفة من الصلصال ومن الخشب، تعالج مواضيع اجتماعية وتزيينية ونُصبية، منها قطعة نحتية من مادة البولسترعنوانها "العطش" عام 1998، وقطعة نحتية فنية، من مادة الخزف، تمثِّل رأس رجل مفكر، بعنوان "التاريخ" عُرضت في معرض برنو في تشيكيا عام 1996، وفي صالة الشعب بدمشق عام 2002 وغيرها من القطع النحتية..
الدراسات النقدية التي قام بنشرها:
 -مجلة "الجندي" السورية (قبل أن تصبح جيش الشعب)– نقد فني عام 1955- 1960. 
- مجلة "النقاد" السورية - نقد فني عام 1958.
-مجلة "الثقافة الوطنية" اللبنانية - العدد 10- مقالاً عن حياة بعض الفنانين، نقد فني عام 1957.
- مجلة "الثقافة الوطنية" اللبنانية -العدد 5- عن(حياة فان كوخ)، بتصرف- عام 1957.
- مجلة "الصياد"اللبنانية، "صباح الخير"المصرية، "الأحد"اللبنانية، "الثقافة الوطنية "اللبنانية -نقد فني من عام 1957حتى 1959.
-مجلة "الإذاعة"السورية نقد فني ومواضيع عن حياة الفنانين، من العدد رقم 87 حتى 150، من عام 1957 حتى 1959. 
-مجلة "جريدة الفنون"الكويتية -العدد56- عن حياة الفنان "تولوز لوتريك"العاطفية، بتصرف عام 2005.
-مجلة "العربي الكويتية"، نقد فني -خاطرة- عام 2005. 
وفيما يلي أسماء بعض المجلات والصحف العربية والعالمية التي كتبت عن أعماله : 
-مجلة "الصياد" اللبنانية -عن معرض الكفاح مع عرض لوحات- عام 1959.
- مجلة الأحد اللبنانية عام 1959 عن معرض الوحدة مع عرض لوحاته.
- مجلة "الجندي" عام 1959.
- صحيفة "صوت العرب" السورية عام 1959.
-صحيفة "الأيام" السورية عام 1959.
- مجلة "العربي" الكويتية العدد السادس مع لوحة خلف الغلاف الأخير عام 1959.
- مجلة "أوروبا والعرب" بقلم الأستاذ «غالب كيالي» مع صور من لوحاته، العدد 120-عام1985.
- مجلة "الإعتدال" (ريبورتاج) -العدد 131- عام 1991.
-جريدة "البعث" -الحديث عن الأسلوب- مع صور (ريبورتاج) عام 1996.
- مجلة "المسيرة" السورية عن - الاتجاه العالمي في الفن - مع صور(ريبورتاج) عام1996.
- مجلة "الفنون " السورية - حول الأعمال الفنية مع صور- العدد 259- عام 1996.
- مجلة "GRAPHIS" السويسرية السنوية في -عددها 149- مع بعضاً من أعماله وكذلك في العدد السنوي عام 1971-1972.
- مجلة "DESIGN JORNAL" الكورية - لمحة عن حياته مع عرض بعضاً من أعماله الفنية -العدد 36- عام 1991.
 
- مجلة "جريدة الفنون"الكويتية – مقالة حضارة المألوف- مع لوحاته الموزعة على أغلفة العدد وداخلة، «رزان الجفان» العدد 36- عام 2003.
- مجلة "العربي" الكويتية - وجهاً لوجه مع «مروان مسلماني»، العدد 455- عام 2004 .
- مجلة "العربي الصغير"الكويتية -أحمد الجفان مصمم الطوابع السورية- العدد 136-عام 2004. 
المعارض الجماعية المحلية التي شارك بها الفنان:
- معرض طلاب عام في ثانوية «جودت الهاشمي» عام 1950. 
- معرضَي "الخريف" و"الربيع" في المتحف الوطني عامي 1954- 1955.
- معرض "الكفاح" في المتحف الوطني بدمشق عام 1959.
- معرض "الوحدة" في المتحف الوطني بدمشق عام 1959.
- معرضي "الخريف" و"الربيع" في المتحف الوطني بدمشق عامي 1960-1961.
- معرض "مكاسب الثورة" في المتحف الوطني بدمشق عام 1968.
- معرض "بوستر الصناعات الهندسية" في صالة الشعب عام 1972.
-معرض "الملصقات السوري الأول" في الرواق العربي - سبعة عشر ملصقاً- عام 1986.
-معرض "الملصقات السوري الثاني" في صالة الشعب -خمسة عشر ملصقاً- عام 1988.
-معرض "جمعية أصدقاء الفن" 38 في صالة الشعب عام 1998- 1999- 2002- 2003.
-معرض "جمعية أصدقاء الفن" 43 في المركز الثقافي العربي عام 2004. 
المعارض العالمية التي شارك فيها الفنان ونال شهادات دبلوم:
- معرض "بينالي وارسو في بولونيا عام 1970-1972-1978.
-معرض "بينالي برنو " في تشيكوسلوفاكيا عام 1974- 1976- 1978-1980-1986-1988..
-عُرضت أعماله في "بينالي برنو" في تشيكوسلوفاكيا إلى جانب أعمال سلفادور دالي، عام 1974.
-اقتنى المتحف العالمي "نارودوي" في وارسو- بولونيا- بعضاً من أعماله الفنية..
- معرض "كليو العالمي " في أميركا عام 1989.
- معرض "بينالي برنو " في جمهورية تشيك عام 1996.
- معرض "لاهتي" بفنلندا عام 1997.
 
الجوائز العالمية والمحلية التي حصل عليها الفنان من شهادات التقدير ودبلومات الشرف:
- دبلوم شرف بالإعلان من بولونيا حيث كان ممثلاً لبلده في "بينالي وارسو" WARSZAWA الدولي، للأعوام 1970- 1971 - 1974 - 1978.
- دبلوم وبامتياز بالغرافيك من تشيكوسلوفاكيا حيث مثَّل بلده في "بينالي برنو" BRNO الدولي،عام 1976- 1978- 1980- 1958- -1996
- ميدالية معرض "كليو العالمي الثلاثين" في أميركا عام 1989.

-شهادة دبلوم شرف بالإعلان من متحف الإعلان من "بينالي لاهتي" LAHTI في فنلندة عام 1997.
- تم تكريم الفنان على مدرَّج مكتبة الأسد ونال الميدالية الذهبية عام 1997.
الأعمال التي يقوم بها الفنان: 
-يقوم الآن بتأليف كتاب بعنوان (ما لا تعرفه عن فن الإعلان).
-وكتاب آخر بعنوان (البُنى التحتية في الأعمال النحتية) وهو يبحث في الأساليب الجديدة في أصول النحت.
-كما يعمل على إصدار ديوان شعر بعنوان " غيوم لا تعرف المطر "..



حارس المرمى فارس سلطجي

فارس كرة قدم البلاد العربيةرمز من رموز الرياضة السورية حارس مرمى منتخب فريق الجيش العربي السوري في منتصف وأواخر القرن الماضي فارس سليم سلطجي من مواليد دمشق 1941، ابصر النور في حي ال
الشامية، .
ليقول: كانت بيوت الحي بمثابة قصور، أقل بيت فيه عشر أو إثنا عشر غرفة منها غرف علوية ومنها غرف أرضية والتي احتوت القاعة والليوان والمربع كانت هذه الغرف واسعة المساحات، مرتفعة الأسقف، تدخلهاالشمس من الصباح وحتى المساء، تتوسطها فسحة سماوية، أرض الديار باتساعها تُعد منفذ لأهل البيت، يلعب فيها الأطفال والأولاد، حتى نحن كنا نلعب فيها كرة قدم، كانت الغرف العلوية منعزلة وأكثرها كان غرف للنوم، كنا نشتّي بغرفة من الغرف العلوية لبرودة الغرف الأرضية، احتوى بيتنا أشجار رائعة، تفوح منها رائحة الياسمين و النانرج، بالإضافة إلى شجرتي الليمون الحامض والحلو، بالإضافة إلى جانب دالية العنب الزيني، التي تسترخي أغصانها في مشرقة البيت، والذي نفتقد طعمه وحلاوته اليوم،، في تلك الفترة احتلت دوالي العنب زاوية في كل بيت، لتمتد على الأسطحة المعروفة ب المشرقة، اشتهر حي القنوات ببيوتاته العربية الجميلة بهندستها وبقاطنيها ا من أهالي دمشق القدامى..
دراسته: توزعت المدارسالابتدائية في كل الأحياء الدمشقية، فكانت موجودة حول البيوت، بدأت الدراسة بمدرسة صلاح الدين القريبة جداً من بيتنا ، حيث كنت برفقة أصحابي من منطقتي، لينقلني والدي بعدها لمدرسة التربية والتعليم الخاصة المعروفة بنظامها وصرامة انضباط إدارتها، وتعليمها كانت بعيدة عن بيتنا قليلاً بمنطقة السويقة، كنت أذهب من حي القنوات وآنفذ بين أزقته إلى زقاق الديري ومنه إلى باب الجابية إلى زقاق الحطاب ثم إلى السويقة حيث المدرسة، كانت من أحسن المدارس في ذلك الوقت، تعود ملكيتها لأشخاص من السويقة نفسها، وكان دوامها طويل، أذكر من أساتذتها الأستاذ "غالب" المعروف بقسوته على الطالب غير الملتزم بالدوام المدرسي المهمل لدروسه، كان العقاب يومها بلفلقة، تضرب بها أرجل الطالب تأنيباً وتنبيهاً له، ونتيجة لجدية التعليم تخرِّج منها أحسن عشر طلاب من حملة الشهادة الإبتدائية.
، بعد نيلي الشهادة الإبتدائية انتقلت إلى المدارس الإعدادية والثانوية، انتسبت بالبداية إلى مدرسة دار الحكمة وهي مدرسة خاصة، خلف الإذاعة القديمة بمنطقة "تحت القناطر" عند بيت فخري البارودي وكانت معروفة بأساتذتها وتعليمها وطلابها المتميزين، أكملت فيها السادس والسابع والثامن، وانتقلت إلى ثانوية دمشق الوطنية، درستُ الصف التاسع، أيضاً كانت قريبة من بيتنا، بشارع خالد ابن الوليد، أختير عدد من الطلاب ليكونوا النواة الآولى لفريق كرة القدم المدرسي، وكنت ضمن الفريق الذي أطلق عليه اسم "فريق ثانوية دمشق الوطنية" وكنا نباري الفرق والأندية، من اللاعبين المعروفين، من اشهر الاعبين وقتها محمد عزام الذي كان يكبرنا، نال شهادة الكفاءة ودرس الثانوية بنفس المدرسة، وأحمد جبان، أحمد عليّان، أحمد طالب تميم، لطفي كركتلي، المرحوم فارس حنا، كانوا نجوم معروفة بالأندية، وفيما بعد لعبنا مع فرق قوية وأصبحنا نذهب إلى المحافظات لللعب؛ وتألق اسم المدرسة، ومديرها الأستاذ عبد الستار الكسم كان يحب كرة القدم فدعم الفريق وشجع اللاعبين، فتطور الفريق وصار له اسم كبير كأحسن الفرق، وكانت مدرستي أول مدرسة تنشئ فريق كرة قدم على مستوى جيد ولاعبين أكفاء، ولعبنا مع الأندية والمنتخبات وتطورنا، وأكملت بالمدرسة كل المرحلة الثانوية، ووقتها كان فريق الجيش العربي السوري، وكان عندي عسكرية إجبارية، فطلب مني "مخلِف العمر" المسؤول عن فريق الجيش والعميد "محمد موصللي" الذي كان مسؤولاً عن الاتحاد الرياضي العسكري، أن أخدم عسكريتي وأنا ألعب كرة القدم، وفعلاً ذهبت مع بعض أصدقائي مثل أحمد الجبان وأربع شباب آخرين ودخلنا بفريق الجيش العربي السوري الذي كان له اسم كبير وهو عماد الكرة السورية في ذلك الوقت،من ألمع اللاعبين: موسى شماس، أوَديس، بتراكي، محمد عزام، مروان دردري طارق علوش، كانوا أكبر من جيلنا، أما من جيلنا سمير سعيد، جوزيف شارسيان، وكانت مدة العسكرية تقريباً سنتان لم نشعر بها، وأصبحت اللعبة بدمِنا فكانت اختصاصنا، وكان للفريق لقاءات خارجية ومباريات دولية حيث اشترك ببطولة العالم العسكرية أكثر من مرة، و كان ترتيبنا الثالث في إحداها.
بدأ المجتمع الدمشقي والسوري يهتم بكل أنواع الرياضة وكان لكرة القدم الآولوية، ،وكان الملعب البلدي يقيم في كل أسبوع مباراة خارجية لفريق الجيش، كان الملعب البلدي منفَذ لأهل دمشق فقد كانوا ينتظرون يوم الجمعة بفارغ الصبر لمشاهدة مباراة فريق الجيش الذي تعلق به أهل دمشق ومن ثم جميع المحافظات، كان موقع الملعب البلدي متميزاً فحوله طبيعة خلابة تحيط به المياهمن الأعلى من نهر تورا ومن الأسفل نهر بردى، و الذهاب إليه للتسلية وقضاء يوم جميل بليرة سورية، وقد يدخل البعض خلسة والبعض يقفز من عند الأنهار، حشد كبير ولاعبين مهرة يشعر الجميع بأنه كرنفال جميل
تعلق الجمهور جداً بفريقه وبمبارياته، لتنوع الفرق الزياضية الزائرة، كفريق ستيوا الروماني، وسبارتاك موسكو، وفرق روسية دنمو موسكو، شختارو الروسي وفرق من بلغاريا.
كانت الدول الشرقية تتمنى المجيء إلى دمشق للعب، كان الإحتراف كبير و المطلب المادي كبير، يقيمون في الفنادق الكبيرة فيطيب لهم الجو المعتل مقارنة بمناطقهم الباردة التي أتوا منها.كانت المباريات اسبوعية، رسمية لفريق الجيش مع إحدى الفرق القوية الأجنبية أو العربية، مع حرص الجميع للذهاب إلى الملعب يوم الجمعة، الجو جميل ويأخذون السندويش من البائعين المتواجدين خارج الملعب، ويستمتعون بوقتهم، وكان فريق الجيش يجاري هذه الفرق، فكان فريق ستيوا الروماني القوي يحقق 1-1 ،1-0 ، وكان الجمهور كأنه يتفرج على لاعبين أوروبيين، وكانت تأتي الفرق الألمانية وفرق برلين للعب عندنا كانت فرق قويةوفريق الجيش يجاريها والجمهور يتمتع لأن المباراة حامية من الطرفين، وننافس الفرق ونهدد مرماهم بشكل كبير، والجمهوم يذهب ويبقى يتكلم للأسبوع القادة عن المباراة، حتى تأتي المباراة القادمة..
فترة النشاط الحقيقي بفريق الجيش كم كانت الفترةبدآت الحياة الرياضية بنادي بردى لمدة ثلاث سنوات، وهو من الأندية العريقة والمعروفة ونادي له صولاته وجولاته، أما المرحلة الثانية فيجب أن تكون بفريق الجيش إذا أراد اللاعب أن يتطور ويصبح له اسم كبير، فانتقلت إليه عام 1960 – 1961 وبقيت حارس مرمى فريق الجيش ومنتخب سورية فكانوا يأخذون لمنتخب سورية 70/100 أو 80/100 من فريق الجيش كانوا اللاعبين كبار وأسماؤهم معروفة على مستوى عالي لذلك كان هذا الفريق هو عماد الكرة السورية بالمنتخبات، وبقيت حارس مرمى أساسي لعام 1973، أُصبت بالسبعينات بغضروف بالركبة يلزمها عمل جراحي ولم يكن الطب متطور آنذاك،فأرسلني فريق الجيش إلى رومانيا، بعد مجيء فريق ستيوا الروماني إلى الشام وأنا لعبت ضدهم أصبحت معروفاً، فاستقبلوني مجاناً بمستشفياتهم بالأوتيل على إسمي المعروف، بعد الإنتهاء من العملية عدت إلى اللعب ولكن أصبح عندي نقطة ضعف وخوف، ب 1973 كنا ببغداد فريق الجيش ورديفه منتخب سورية، وكان من الضروري اشتراك منتخب سورية لكونه المنتخب الوطني الأساسي الذي يمثل الوطن، لكونه واجب مقدس ، وعلى الرغم من ضآلة العائد المادي، إلا أننا نذهب محبةً بالوطن ومحبةً بفريق الجيش ومحبةً بسورية، لعب منتخب سورية مباريات عدة، كان أهمها ببغداد بالعراق للفوز بكأس العرب، كانت كل الدول العربية تشترك وتجتمع للفوز بكأس العرب، وهكذا كان النجاح رديف لنا ببغداد وفزنا على عدة فرق كبيرة وكانت آخر مبارياتنا مع منتخب العراق أقوى الفرق المشاركة.
لعبنا ببغداد سبع مباريات بكل هذه المباريات لم يدخل للمرمى إلا هدفين فقط وكنت في حينها نجم البطولة وتم منحي كأس أحسن حارس مرمى عربي، وذاع صيتي في الأوساط الرياضية العربية والآوربية كأحسن حارس مرمى عربي، بعد مباريات كأس العرب ببغداد، وجاءتني عروض كثيرة من اليونان ومن الكويت ومن العراق، لكن حب الوطن والأهل والأصدقاء وفريقي جعلني أبقى ببلدي، وبعد رجوعنا إلى الشام فاجأني إخوتي العراقيين بوضع صوري على أغلفة علب التمر العراقي وأرسلوا لنا علب تمر، كان سروري كبيراً بهذه البادرة، كما أرسلوا منها أيضاً لعدنان بوظو المعلق الرياضي، وكان يكتب بجريدةالموقف الرياضي، فكتب عنوان (السلطجي على علب التمر العراقي) وكانت تباع العلب ببغداد والكويت وغيرها.. فكانت شهرة كبيرة، للمنتخب السوري ولي أيضاً،.
ذهبت إلى الكويت ولكني لم ارتح نفسياً، لأن شهرتي كانت بفضل فريق الجيش العربي السوري، وفريق الوطم وفريق سورية وكنت معروفاً ببلدي، كانت ملاعبهم موحشة بالنسبة لي، أُصبت عدة مرات، وبعدها رجعت إلى سورية واستمريت مع فريقي وبقيت حتى عام 1973 م.
كنت دائم الفرح بتمثيل بلدي ووطني، وأنصح اللاعبين بأن المادة ليست كل شيء، المهم هو راحة الضمير ومحبة الناس ومحبة الوطن ومحبة فريقك، لك، لأقول:بأن قميصك الذي ترتديه بوطنك يعادل مئة قميص خارج الوطن..





قال عنه السيد زكريا حزام الحكم الدولي المشهور: أنه كان حارس مرمى بنادي بردى ثم انضم لفريق الجيش بمنتخب سورية، وهو حارس مرمى مشهور، فقد مثَّل سورية دولياً داخل القطر وخارج القطر، ثم أصبح مدرباً فدرَّب حراس مرمى المنتخب الوطني السوري وكان نشيطاً وله سمعته الطيبة.. كنا فريقاً واحداً في المنتخب الوطني السوري ومعنا من الرياضيين المعروفين، أفاديس كولكيان، موسى الشماس، ومظفر عقاد، يوسف محمود، حافظ أبو لبادة وغيرهم

الاثنين، 11 يوليو 2016

لمربي الفاضل الأستاذ توفيق أبو شنب

المربي الفاضل الأستاذ توفيق أبو شنب
قيل فيه هل ريض الأدب أم أدب الرياضيات
وكانت مدونة وطن في حي القيمرية بتاريخ ٣- تموز-٢٠١٦م، من خلال زيارتها لأول خريج من كلية علوم جامعة دمشق قسم الرياصيات.
" توفيق أبو شنب" الذي وصف مسقط رأسه بقوله؛ يتوسط أحياء دمشق القديمة لذلك عد حياً أمناً لبعده عن سور المدينة.
سُمي الحي وسوقه بالقيمرية نسبة إلى المدرسة القيمريةالكبرى التي بناها الأمير ناصر الدين الكردي سنة (650هـ /1252م) أواخر العهد الأيوبي، عرف قبل بناء المدرسة بسوق الحريمين، ليصبح القيمرية في الفترة العثمانية.
يتطابق سوق القيمرية مع الشارع الرئيس في الفترة اليونانية، لتتفرع منه شوارع ومداخل لأ زقة أصغر .
بلغ الحي زروة نشاطه الاقتصادي في القرن التاسع عشر، إذ تركزت فيه صناعات عدة، منها: الصاية الحريرية والأغباني والموزاييك الخشبية والحفر على النحاس كان يهود دمشق من أمهر الحرفيين، إصافة إلى الصباغة والطباعة، فلقب بالهند الصعيرة
قربه من اماكن العبادة جعل منه نقطة
استقطاب اجتماعي وسكاني، من طوائف مختلفة.
من اهم أوابده الأثرية، قصر العظم وخان أسعد باشا ومكتب عنبر وجامع فتحي والمدرسة القيمرية وحمام النوفرة ونور الدين وسويقة جيرون التي استقطبت حركة سياحية مستمرة،
من أهم شخصياته الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، العلامة قسطنطين زريق، "صلاح الدين المنجد" مدير معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربيةً، مؤرخ دمشق "أكرم العلبي"
المطرب رفيق شكري .
ليقول: ولدت في دمشق قيمرية عام 1926م ،كان والدي رجلاً عادياً يعمل بأعمال بسيطة على نطاق ضيق، أما عمي "رز الله أبو شنب" فقد كان أستاذاً لمادة الرياضيا خريج الجامعة الأمريكية، وعمتي " هيا" أستاذة في الأدب الإنكليزي خريجة الجامعة الأمريكية أيضاً، كذلك عملت عمتي في سلك التعليم ، أما جدتي فقد كانت من أوائل خريجي الجامعة الأمريكيةالسًًوريين، تصلها كل عام دعوى من الجامعة الأمريكية فتذهب وتقيم في أوتيل سان جورج على حساب الجامعة، وتجلس في الصف الأول وتلقي كلمة باسم خريجي الجامعة السوريين، لكونها أول خريجة سورية منها.
ليقول: نشأت في بيئة مثقفة.
أنجبت والدتي أربع أشقاء وافتهم المنية ولم يبقى من العائلة سواي.
نشأت عصامياً درست في مدرسة "آيرش سكول" وهي إحدى المدارس التبشيرية بباب توما ، درست كل المواد فيها باللغة الإنكليزية فأتقنت هذه اللغة وبهذا نشأت على حب اللغات وقد كان التعليم فيها مقابل أقساط بسيطة للدولة، ليقول: كانت إدارة مدرسة التجهيز الأولى تقيم مسابقات للانتساب لها ؛ فاشتركت في مسابقة في الصف السادس الابتدائي ونجحت الأول، فمنحت إقامة نصف داخلية مع إعطائي الكتب ووجبة الغداء على حساب الدولة
تعلمت على يد أساتذة متميزين مثل محمد البزم أحد عباقرة اللغة العربية.
يروي توفيق قصة حصلت معه في الصف التاسع أخرج الأستاذ محمد دفتر العلامات ونادى باسمي وسألني أتعرف ما معنى شنب في العربية؟ قلت له الشارب، فقال لي قاتلك الله، تحمل اسماً ولا تعرف معناه، هات قاموس المحيط، فأحضرته وقال لي أفتح باب الباء فصل الشين وقرأ لي معنى الكلمة وقرأ عامودين من القاموس ونحن نتبع من القاموس ما يقرأ
ثم قال: قاتلك الله يا جار النافذة... هل عرفت ما معنى شنب؟
أحدث هذا الحدث انعطافا بحياتي باعتبار جدتي وعماتي ومحيطي كله واسع الثقافة لكن أحداً منهم لم يخبرني بمعنى اسمي، فأصبحت عند سماعه لأي كلمة لا أعلم معناها أفتح المعجم، و وأبحث عن الحقيقة.
لبقول: أتم دراسته الثانوية، وبعدها أنشأ ساطع الحصري باعتباره المسؤول عن التعليم معهداً سماه المعهد العالي للمعلمين.
حيث تقدم من كل محافظة البعض لمسابقة الدخول بهذا المعهد ونجح في الرياضيات 20 كنت أنا الأول، وبعد النجاح في الاختبار الكتابي تقدم الناجحون لاختبار شفهي ثقافي.
وبعد دخولي للمعهد العالي للمعلمين سجلت لدراسة الطب ولكنني تركته لألتحق بمعهد المعلمين ولم ينجح من دمشق غيري وكانت الدولة تدفع للمتفوقين راتب 120 ليرة في الشهر ما يعادل 6 دهبات في ذلك الوقت راتب للدراسة.
كان أول خريج من قسم الرياضيات وكان الأول على دفعته.
بعد انتهاء الحرب العالمية سنة 1945م كانت الدولة ترسل بعثات وكذلك تستعير
أساتذة يعلموننا الرياضيات باللغة الانكليزية
من أساتذتي الدكتور نادر النابلسي ، الدكتور وجيه القدسي، والدكتور عبد الغني الطنطاوي وهم خيرة القادمين من المبتعثين.
علمت في التجهيز الأولى "جودت الهاشمي "، وثانوية أسعد عبد الله، وهما الثانويتين الحكوميتين الوحيدتين في دمشق، لأن النصاب 20 ساعة
كذلك علمت بمدارس خاصة مثل اللاييك.
في الخمسينات تخرجت أجيال وتم ارسال بعثات، كان من ضمن المبتعثين تلميذي الدكتور موفق دعبول وهو أحد العباقرة في الرياضيات، .
يذكرأيضاً من طلابه وائل أتاسي من حمص، أحمد بعاج من حلب، أحمد عجوزي من سلقين، زبيدة فرحات زوجة سهيل الصغير أول مذيع بإذاعة دمشق وقد كان يأتي متأخرا للمدرسة بسبب تقديمه لنشرة الأخبار، عبيدة الزين من دمشق، إسعاف حداد من حماة
كان التلاميذ يعودون بعد اتمام مراحل دراستهم إلى المناطق التي أتوا منها
فيمابعد تم إلغاء المعهد العالي وهذا أكبر خطأ وذلك لدخول الوساطات في نتائج المسابقات.
بين عامي
1951 لل 2000 كان اسمي على الكتب المدرسية لمادة الرياضيات،
يذكر من زملائه هاني المبارك، عباس الصوص، زياد طرزي ورفاه قسوات وعبد الكريم المحلمي.
نبغ باللغة العربية فدرس الرياضيات دوما في اللغة الفصحى مع تشجيعه لزملائه على الحديث بالعربية الفصحى مع الإيمان بأن الطالب لن يتعلم اللغة العربية من مدرس اللغة العربية وإنما من مجموعة المدرسين كافةً
لتصبح اللغة صديقة له
ليقول:كانت شهدت فترة الستينيات نهضة متكاملة بالفن والعلم والرسم. بالنسبة لي أحببت كل الفنون وكان ولعي شديداً بالموسيقى فأتقنت العزف على البيانو.
تحدثت عنه الأستاذة فلك هاشم كان التعليم في تلك المرحلة دقيقاً وصارماً وكانت المجموعة الأولى لخرجي فسم الرياضيات كلها من المتفوقين وكان من ضمنهم توفيق أبو شنب
اما المربية الفاضلة فتحية طرابلسي فقالت كان معهد إعداد المعلمين متميزاً بتلامذته يجمعنا الود والطموح والمثابرة والإخلاص كنا مجموعة مميزة وكان توفيق أبو شنب من المتفوقين المشهود له بذلك.

الثلاثاء، 28 يونيو 2016

المربية الفاضلة "فلك هاشم"

لمربية الفاضلة "فلك هاشم"
ولدت في حلب عام 1929م، عمل والدها "فوزي هاشم" كقاضي في محافظات سورية
عين في أنطاكية في الفترة التركية ، ثم انتقلت العائلة من انطاكية إلى حماة ثم أدلب ثم دير الزور فحلب لتكون المحطة الأخيرة في دمشق، حيث عين مفتشاً عاماً في وزارة العدل، ايتقاعد من الخدمة سنة 1976م، بعد جايل عمل قدمه لكل بقعة في الوطن.
استطاعت مدونة وطن لقاء المربية "فلك هاشم"، التي قالت: دخلت المدرسة في سن مبكرة، حيث لم يكن في تلك الفترة سن محددة لدخول المدارس، بداية دخلت المدارس الحكومية وعندما أصبحت في سن الخامسة انتسبت إلى المدارس الفرنسية التي كانت منتشرة في معظم محافظات القطر السوري، ونظراً لصغر سني كنت أشارك الحصص كمستمعة، ومع مغادرة العائلة حماه إلى درعا انتسبت إلى مدرسة سانت جوزيف الفرنسية، وهنا دخلت مرحلة التعليم الابتدائي كانت المواد تدرس باللغة الفرنسية هذا بالإضافة إلى مادة الموسيقى والتي كانت تشمل تدريب الطلبة العزف على آلة موسيقية يختارها الطالب، فاخترت العزف على البيانو، ونظراً لأسلوب معلمتي الأنيق أحببت المادة وأتقنت العزف بسرعة، أتممت المرحلة الابتدائية في دير الزور في مدرسة "سان تيريز"
وكنت آن ذاك في الصف الخامس وعدت إلى حلب لأنتسب إلى مدرسة "الفرانسسكان" واستمرت دراستي فيها حتى انتهائي من المرحلة الثانوية بشقها الفرنسي حيث كانت أوراق الامتحان ترسل إلى باريس ليتم تصححيها هناك وإرسال النتائج فيما بعد.
كان داك في عام 1944م
وفي أواخر عام 1945 غادر الفرنسيون البلاد, فانتسبت إلى ثانوية التجهيز الأولى في حلب و حصلت على الثانوية في اللغة العربية.
وبعدها انتسبت إلى جامعة دمشق حيث نقل والدي للعمل فيها، تستطعت في نفس الفترة اجتياز مسابقة باللغة الفرنسية ونظراً لتفوقي حصلت على منحة من الحكومة الفرنسية لمتابعة دراستي الجامعية في باريس، إلا أن إصرار والدي على متابعة الدراسة في جامعة دمشق، جعلني انتسب إلى
في تلك المرحلة إلى المعهد العالي للمعلمين عام 1946 م وبعد تخرجي، أخترت كلية الرياضيات لشغفي الشديد بهذه المادة.
تعرفت على زوج "رفاه قسوات" في السنة الأخيرة من الدراسة، وتزوجنا عام 1955 م حيث أنجبنا ولدينا المقيمان الآن في كندا.
في تلك الفترة ضمت كلية الرياضيات نخبة من الطلاب المتميزين ومنهم: "رفاه قسوات"، "توفيق أنطون"، "أسعد لطفي"، "مصطفى أيوب"، "مرسيل داغل"، ومجموعة كبيرة من المتفوقين المتميزين
وبالرغم من جهودي في الدراسة إلا أنني لم أستطع التفوق على أقراني لوجود نخبة من المتميزين في هذا المجال.
دخلت أول مجال التدريس في مدرسة التجهيز السابعة في الشام القديمة، وفيما بعد انتقلت إلى مدرسة التجهيز الثانية وكانت مديرتها "ليلى الصباغ" التي عرف عنها الانضباط الشديد والتقيد بالنظام أكثر من اللازم حيث كان للنظام الأولوية في إدارة المدرسة والحق يقال كانت مربية فاضلة و محترمة.
انتقلت بعدها للتدريس في الثانوية الثانية عام ١٩٨٦م "ساطع الحصري" اليوم، وكانت مديرتها المربية "أميمة غيبة"في نيسان ١٩٧٤م طلبت التقاعد أكثر من مرة، فرفضت الوزارة الطلب؛ على أن يتم نقلب إلى المديرية ولكنهم طلبوا نقلي إلى المديرية ورفضت بسبب وضعي الصحي وعليه تم تقاعدي، بعد أن خدمت الوطن في مجال التربية والتعليم مدة عشرون عاماً وسبعة أشهر.
من أبرز تلاميذي: "رانيا القوتلي" التي مازلت أذكر تفوقها إلى الآن.
كذلك اسطاعة مدونة وطن مشاركة الحوار مع الأستاذ
"رفاه قسوات" الذي تحدث بأنه ولد في منطقة مأذنة الشحم حي الشاغور جواني، عام ٢٩٣٠م انتسب إلى المدارس الحكومية وكان متفوقا في مادة الرياضيات .
حصل عام 1948م البكالوريا وانتسب إلى معهد المدرسين وفيما بعد انتسب إلى جامعة دمشق، ولكونه متفوقا في مادة الرياضيات آثرها على مجمل الكليات التي كانت موجودة آن ذاك، عرف بذكائه وتفوقه بين زملائه وأساتذته في تلك الحقبة
اتجه إلى التعليم بعد التخرج فكان من أساتذة التجهيز الأولى "جودت الهاشمي" وقانوية" ابن خلدون" الآن.
يقول كانت عقول الطلبة منفتحة على التعلم، من أهم مدرسي تلك الفترة: نعيم المرابط
الذي تخرج على يديه خيرة مثقفي دمشق في مجلات كافة. بدأ يشارك بوضع المنهج التعليمي لمادة الرياضيات 1967م
درس في معهد الرواد مع صديقه الأستاذ زياد الترزي حيث عمل الإثنان على تخريج دفعات متتالية من المتفوقين الذين انتسبوا إلى جامعة دمشق بكلياتها المختلفة.
يقول:"توفيق أبو شنب"عن صديقه "رفاه قسوات"
ذكاء رياضي غير عادي، مدرس ناحج، مخلص لمهنة التعليم، فنان تشكيلي من النوع الراقي؛ شغوف بسماع الموسيقى كنا نجتمع مع زميلنا صلحي الوادي وفاروق سلكا فنستعيد الذكريات على أنغام الموسيقى العذبة.
ويقول: "فرج بزازة" معرفتي "بفلك هاشم" تطال الثلاثين عاماً وخلال هذه الفترة كانت القدوة الحسنة لي من حيث الالتزام بالواعيد، بالإضافة إلى التألق الفكري والمعرفي الذي اكتسبته من معرفتي بها طوال تلك الفترة.

الجمعة، 17 يونيو 2016

شارع البدوي قلب دمشق الاقتصادي والفني

"شارع البدوي" نقطة انطلاق لفعاليات اقتصادية وفنية في قلب دمشق أواخر القرن التاسع عشر.مدونة وطن كانت هناك بتاريخ 4-1-2015م إن أهم ما يميز "شارع البدوي" مقام السيد البديوي الذي سمي المكان باسمه، حيث ما زالت الزيارات والحضرات تقام به، يقول القيم على المكان: تشعل الشموع عند النوافذ في منظر بديع، يعطي زوار المكان الأمان، كذلك تؤدى النذور في يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، لتقام الحضرات بعد صلاة الجمعة. يقول:"أحمد الدباغ" بالإضافة إلى مقام البدوي، وجد مقامين، مقام الشيخ مسعود، ومقام العالم الفارابي. ومسجدي النجارين، والجرن الأسود، الذي كان يقع في منطقة البساتين، حيث وضع جرن عند باب كل بستان، توضع فيه صدقات من خيراته المختلفة. ليقول: "سالم بكري قبيس"، كانت عادة وضع الأجران معروفة، حيث امتدت البساتين على طول الطرف اليميني للشارع، قبل توسع الترب، التي سميت بالبرية لاتساعها، وبعدها عن وسط المدينة القديمة، ليقول: قديماً اتصل شارع البدوي بمحيط دمشق خارج السور حيث البرية الخضراء مما أعطى الحي جمالية معينة.يمتد شارع البدوي من تقاطع باب الجابية وباب الصغير خارج دمشق القديمة والسويقة إلى منطقة الشاغور البراني، ذكر في يوميات المؤرخ ابن كنان الصالحي، سمي شارع البدوي نسبة إلى مقام الشيخ البدوي الذي يقع في منتصفه. ويعود وجود الشارع إلى الفترة الأيوبية حيث ذكر وجود مكان الجرن الأسود.
 عرف الحي بصبغته التجارية لكثرة محاله وتنوع العاملين بالحرف اليدوية.
وتأتي أهميته من اتصاله المباشر بالسواق المحيط به وبالغوطة، ولقربه من الأفق الاقتصادي الذي يعرفه مزارعو ريف دمشق، مما فعّل دور الوحدات الاقتصادية الصغيرة التي أدارت فيما بعد حركة اقتصادية متبادلة بين دمشق وريفها في رحلات شبه يومية.
 عرف قديماً السوق بتعدد خاناته التي كانت مقصداً للتجار والأغراب الذين يبيتون فيها لإنهاء أعمالهم، والتي حوت طبقاتها السفلى اسطبلات للخيل، مازال بعضها إلى يومنا، من أهمها خان الطويل، وخان أبو حمو الشنواني الذي يقع في آخر الشارع، وخان زغلولة.وكانت لبيوت هذا الحي الجميلة فسحات سماوية تصل إليها من خلال دهاليز صغيرة لترى أشجار الليمون والنارنج وعريشة العنب والياسمين الأبيض الشامي والعراتلي. ومن أجمل بيوت الحي بيت أبو أمين الحنبلي حيث يمر النهر عبره ومن ثم يعود بالخروج إلى البيوت المجاورة. التي تطل على الشارع الرئيس مباشرة بأبواب خشبية جميلة تليها أقواس حجرية مزينة.كما اشتهر الحي بغزارة مياهه وبوجود أقنية مياه تمر بأقنية داخل الجدران لتغذية البيوت، ونظراً لكثرة قنوات المياه، كان قسم منها يمر بغرف الأقبية، والتي عرفت بالبراد نظراً لبرودتها، لم يؤرخ لوجود حمام عام بنفس المنطقة، بل وجدت حمامات في المناطق المجاورة. وربما يعزى ذلك لتوفر سبل جر المياه إلى داخل البيوت عبر نهر بانياس، والتي كان لها أربابها، كآل "أبو قاسم دلول." مع توسع دمشق بدأ شارع البديوي بالانكماش وبخاصة بعد توسع المقابر التي تحيط به من جهتين، ولكن ذلك لم يؤثر على فعاليته بل بات التعامل فيه منصباً على واردات الأسواق الملاصقة له.
وباللقاء مع إحدى قاطنيه وأبنائه: "منذر النن" الذي اصطحبنا بجولة داخل المكان حيث شوهد عند المدخل الرئيس للحي "جامع العجمي" بمئذنته الجميلة وهي تحفة فنية مثيرة للاهتمام ومن ثم مقابر "آل مردم بيك" (حيث تقبع تحت القبة الملكة "بلقيس" وابنها "يحيى")، وبالنظر إلى أول السوق تطل بقايا "خان الطويل"، لم يبق منه اليوم إلا لوحته التي تدل على وجوده قديماً.
وبلقاء مع "محمد توفيق درويش" أورد بأن أجداده عملوا منذ القدم في هذا المكان الذي كان يتميز بحركة تجارية واسعة وسريعة لوجود مصانع صغيرة لسك المعادن، النجارة، والصباغة (أهتمت بحاجيات الفترات السابقة في الغالب)، وفيما بعد أهتم البعض بالحفر على الأحجار أو تقطيعها لتستخدم في البيوتات التي كانت في الغالب أملاك يهودية، حيث اشتهر المكان بوجود الطائفة اليهودية التي اسهمت في نشوء الحركة الفنية في سوريا، حيث ارتاد هذا المكان مع المكان المجاور زقاق البغرل عدد لا بأس به من الفنانين الذي اشتهروا فيما بعد.
 وحسب ما افادتنا به "نازك كزبر"وهي من مواليد الحي بأن الحي أخذ صبغة معينة لوجود عدد كبير من بيوت بنات الهوى فيه مع أنها لم تورد جنسية معينة إلا أن مجمل الأقوال اتفقت على أن غالبية العاملات كنّ من اليهوديات، فقد وصل صيتهن الآفاق بإتقانهن طبيعة العمل ومهارتهن في جلب الزبائن للتمتع بفنون مختلفة منها الغناء والرقص والعزف بالإضافة إلى وجود بيوت بنات خطا، مع وجود مدرسة لتعليم الرقص ووجود مكان لنقش الحناء، فكانت الراقصات يخرجن بملابس الرقص مع وضع الملاية على الرأس لتغطية الشعر خشية الفتنة، يقول: "راتب الشنواني" وجد مقهى عند المنعطف ينتظر به من يود الاستمتاع بالمشاهدة أو المغامرة.
ساعد على اتقان هذه الحرفة وجود زقاق مجاور وهو زقاق الزط حيث عرف سكانه بسمرة البشرة وحبهم للرقص والعزف واستغنائهم عن كل ما هو تقليدي، وقد اتخذوا حرفة الرقص كمورد للرزق، ورد ذكرهم في رسالة كشف اللثام عن أحوال دمشق الشام لتعرف هذه الجالية باسم الكرفاني وهي عبارة عثمانية معناها دار الضيافة.
كذلك اشتهر الحي بوجود مدرسة الحاجة "وهيبة" وخجا لتعليم الأولاد القراءة وبعض الحرف.
 يقول " الشنواني "من أعيان الحي: في هذه البيئة تواجدت عدة نقاط أمينة واحدة لحفظ الأمن، لكون منطقة البدوي معبراً لدخول ثوار الثورة السورية في فترة الاحتلال الفرنسي، ليشير: تنتثرعلى الأسطح بعض القناصة، لقنص المناوئين، وما زال البعض يذكر "أبو فهد" الملقب "ببيكو الطراد"، الذي قنصه أحد الجنود السنغال وقتها. أما المخفر الآخر فكان لحفظ سلامة العاملات في بيوت الهوى وزبائنهم من مختلف الطبقات، عرفت النقاط الأمنية باسم الكركون آن ذاك، فكانت الشرطة تقبض رشاوى من الزبون ومن مديرة تلك المنازل وتفض النزاعات التي تحدث في معظم الأحيان.
عرف الشارع بشارع المرقص، وكان يأمه الجنود الفرنسيين من مختلفي الجنسيات.
يورد"عبد القادر الطويل"، بأن نقطة التفتيش لم تكن لتسمح بمرور من هم تحت السن القانونية من الذكور.
واليوم تعددت الحرف في شارع البدوي انتقالاً من التجارة إلى قطع الرخام والصناعة النحاسية والنراجيل وصناعة النشاء والأهم صناعة خزائن المونة الخشبية التي اشتهر المكان منذ القدم بصناعتها ( النمالي)، بالإضافة إلى أسرة الأطفال الهزازة التي تعلق في الأسقف، يورد "عدنان جبريل" مختار الشاغور، بوجود قهوة النجارين، وجامع النجارين، وفرن النجارين أيضاً وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على اتساع مهنة النجارة في الحي. مع انتشار صناعة أقراص الزبل كوقود للحمام أو وقود للطبخ في البيوت.
كذلك خدم الحي، بوجود مشفى فرنسي صغير، ومواقف لنقل الوافدين والمغادرين، فيما بعد.تحول الحي اليوم إلى منطقة لسكنى اللاجئين الفلسطينيين، مع وجود بعض ورش لأعمال مختلفة، وتحول بعض شباب الحي، إلى فرق فنية تراثية، تعمل في الأفراح لإحياء العراضة الدمشقية القديمة.         

الجمعة، 1 أبريل 2016

شفيقة سعد الدين الجباوي القوتلي ١٩٢٣- ١٩٩١ م

المربية الفاضلة شفيقة سعد الدين الجباوي القوتلي
١٩٢٣- ١٩٩١م


 أورد الغزي في الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة ترجمة محمد بن حسين بن حسن بن الشيخ سعد الدين الجباوي، شيخ الطائفة السعدية بدمشق، الشافعي الذي أخذ الطريق عن أخيه الشيخ أحمد، وتولى المشيخة من بعده، وتوفي يوم الجمعة سادس صفر سنة سبع وثمانين وتسعمائة/ 1579م (في عهد الخليفة العثماني السلطان مراد الثالث بن السلطان سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول) وصلي عليه بعد صلاة الجمعة بجامع كريم الدين، وكانت جنازته حافلة، وخطب بالناس خطبة الجمعة يومئذ بجامع كريم الشيخ شهاب الدين أحمد بن أحمد الطيبي، وتعرض فيها للموت، ودُفن الشيخ سعد الدين بتربة الحصني خارج باب الله بدمشق، وتولى المشيخة من بعده ولده الشيخ محمد، وهو ليس بأكبر إخوته، بل أكبرهم أبو بكر، ثم محمد، ثم إبراهيم، ثم عبد القادر، ثم خليل، وهؤلاء أشقاء، ثم سعد الدين، وأمه من بيت عقور، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
تعود صاحبة الترجمة بالأصل إلى آل سعد الدين الجباوي، من أعرق العائلات الدمشقية، وأكثرها ارتباطًا بطقوس محمل الحج الشامي.
قدمت الأسرة السعدية لدمشق شخصيات دينية تركت بصمتها في عالم دمشق المتابع لعلوم الدين، منهم  شقيقها الأكبر العلامة محمد وحيد الجباوي،  صاحب الزاوية السعدية في حي القيمرية والتي مازالت عامرة حتى يومنا هذا،
أبصرت النور في منطقة الشاغور داخل السور عام 1923م.
نشأت في بيئة متدنية، وعليه حفظت القرآن الكريم كاملاً في سن مبكرة، وفيمابعد بدأت بتلقي علم الحديث ومتونه عن والدها رجل العلم والصلاح ( محمد صالح السعدي الجباوي)الذي كان معلماً ومديراً في مدارس دمشق وحمص. والذي كان يؤمن ان للمعلم رسالته ومكانته في المجتمع، هذا الفكر المستنير دفعه آلى العناية بإبنته لكونها بكر أولاده، ومع صغر سنها  أحبت اللغة العربية، فتلقت علومها من والدها بشغف، ولما تمكنت منها بدأت بحفظ الأشعار والأمثال. 
 تخطت المراحل التعليمية بفكر واع، لتنهي المرحلة الإعدادية بتفوق، وبناءاً على نصيحة والدها الذي بلغ سن التقاعد حينها اتجهت إلى سلك التعليم منذ عام 1936م، وهي لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها حيث تم تعينها بالسلمية بريف حماه لمدة سنتين ونزلت بضيافة آل ميرزا من عائلات السلمية برفقة والدها الذي رافقها لصغر سنها، و خلال اقامتها بالسلمية زارها في تلك الفترة الآغاخان بنفسه و قدم لها الهدايا رعبون شكر على إخلاصها و تفانيها في عملها و محبة الأهالي لها، وفيما بعد تم تعيينها  في مدينة يبرود في ريف القلمون.
طلبت العودة إلى دمشق بعد وفاة والدها  وبدأت رحلتها الثانية من العطاء وذلك من خلال المشاركة في التعليم وإعالة العائلة ومتابعة تعليم شقيقاتها الثلاثة وأخوها الأصغر سناً، ومشاركة والدتها في تربيتهم فيما نشأت هي عليه. 
  سخرت في هذه المرحلة خبرتها العميقة في تربية وتعليم أجيالاً من الناشئة بما فيهم أخوتها اللاتي أنهين دراستهن وانخرطن في سلك التعليم، عندها أدركت أنها أتمت رسالة والدها، لتبدأ بهمة أكبر في تثقيف جيل عريض من خلال مزاولتها التعليم متنقلة بين مدارس عدة في مدينتها دمشق منها؛ مدرسة ذات النطاقين بحي ساروجا ورابعة العدوية بحي العمارة ومدرسة السيدة حفصة، وعائشة الباعونية، وماريا القبطية بمنطقة السادات.
كانت إمرأة معطائة أحبت مهنة التعليم، فعاشتها، خلال أربعين عاماً من العطاء، أحيلت على التقاعد عام 1976م .
كانت موسوعة في حفظ القرآن الكريم فلم تُسأل مرة عن آية إلا واتمتها و ذكرت موقعها و في أية سورة وماهي و اسباب نزولها، كانت مرجعاً في اللغة العربية.
و بخاصة الإعراب.
وعنها:" أولعت في المرحلة الإعدادية بالفنون،  التي تلقيتها من الأستاذ الفنان عبد الوهاب ابو السعود، والخطاط حلمي حباب، فأتقنت الفنون الزخرفية، و برعت بالفنون النسوية والتطريز والخياطة و حياكة السجاد اليدوي، ونقلت كل ذلك لطالباتيء".
  تركت صاحبة هذه السيرة الذاتية اعمال فنية عدة من تصميمها وتنفيذها أهمها قطع من السجاد اليدوي حيث عدت من الرواد  القلائل في هذا المجال.
شاركت بأعمالها في العديد من المعارض الفنية والمدرسية ونالت عليها شهادات التقدير و الثناء، و مازالت تلك القطع الفنية الرائعة محفوظة لدى ابنائها وهي قطع من السجاد النادرة المحبوكة على النول اليدوي، والتي تضاهي بجودة صناعتها السجاد العجمي، لتكون تحف رائعة لا تقدر بثمن.
تزوجت من المرحوم عدنان القوتلي ولم يمنعها الزواج والإنجاب، من متابعة مهنتها المقدسة في التعليم فكانت المربية الفاضلة ولأم الحنون.
 الأم العطوف والمربية المثالية كانت تتابع شؤونهم ودراستهم وحتى خياطة ثيابهم للبيت وللمدرسة، كانت فنانة فكان نتاجها في المجمل جميل وبسيط وأنيق.
أعطت دمشق خمسة مبدعين هم؛ مازن القوتلي استاذ في كلية التربية بجامعة دمشق و فنان تشكيلي، المرحوم ممتاز القوتلي مبدع و مبتكر في المجالات الصناعية و التطبيقية، معتز القوتلي فني في الميكانيك، مسلم القوتلي علوم اقتصادية.
 وأعطت موروثها الفني لإبنتها امل القوتلي الفنانة التشكيلية المبدعة.
وافتها المنية عام 1991 بعد رحلة مليئة بالعطاء والبذل والمحبة فقد كانت عالمة و متعلمة و معلمة و فنانة ومربية مثالية من الرعيل الأول رعيل الزمن الجميل.
 تحملت ضغوطات الحياة والعمل لم تشتكِ يوماً چولم تتذمر  ولم يعرف عنها من عرفها آلا الإبتسامة الرقيقة والعطاء.
أحبتها دمشق لتفانيها في العطاء، وأحبت  هي دمشق فأعطتها أجيالاً متعاقبة من المبدعين، وسيحبها من يقرأ هذه السطور لما عرفت به من خلق حسن، وإيجابية متدفقة، إنها المربية الفاضلة شفيقة سعد الدين الجباوي.