الثلاثاء، 28 يونيو 2011

الفنان التشكيلي نذير البارودي

ولد الفنان في دمشق عام 1953، نشأ في حي العمارة في دمشق القديمة، حيث الأجواء الحميمة والدفء والحب، وعليه كان لهذه النشأة تأثير واضح على مااختزنته مخيلته من تفاصيل، أعطته فكر إبداعي فيما بعد.
أنهى الفنان تعليمه في دمشق، وتقلب في عدة وظائف حكومية، إلا أن ولعه بالرسم لم يفارقه مذ كان طفلاً ظهر ذلك جلياً من خلال تفوقه على أقرانه في جميع مراحل دراسته في مادة الرسم.
وعليه دفعته الموهبة الفطرية إلى المزيد من التدرب والتعلم ليصبح متمرساً في فنه مخلصاً له، أحب الأوراق والأدوات التي لازمته مسيرته  الطويلة ليصلا معاً إلى تفوق متميز.
استخدم في بداياته الرصاص لينتقل إلى الفحم فيما بعد وهنا بدأت موهبته بالظهور من خلال إظهاره للنور والظلال، لينتقل إلى استعمال الألوان الزيتية ويدخل مجال الفن التشكيلي من بابه الواسع في السبعينيات.

أحب الفنان البارودي الجمال بأطيافه، فعمل تطوير ذاته ليصل إلى جوهر هذا الجمال من خلال رسوم عمل جاهداً ليحاكي من خلالها واقع تراثي أصبح في ذاكرة الأيام.
يتوج الفنان اليوم 20-3-2011م مسيرة كفاحه بافتتاح معرضه الأول في صالة المعارض في مركز أبو رمانة الثقافي  بدمشق. حيث استقطبت اللوحات المعروضة اهتمام جميع من شارك في افتتاح المعرض الذي حضره جمع غفير من محبي فن التراث الدمشقي الأصيل.
 وكان لنا عدة وقفات مع بعض الحضور ومنهم الأستاذ محمد ياسر البارودي شقيق الفنان الذي أعرب عن فرحته بافتتاح هذا المعرض الذي يمثل نتاج عمل مضني لسنوات طويلة.

أما الأستاذ الدكتور بشير زهدي، فأشار إلى أهمية اللوحات المعروضة، لكونها تمثل المجتمع المثالي من خلال احتوائها على كافة فعاليات هذا المجتمع، وهي من منظوره مرآة تعكس الملامح العامة لحياة مجتمع متكاملة في فترة زمنية محددة.
وبإحياء الفنان لعدة مهن يدوية، حافظ على سوق المهن اليدوية من الانقراض من خلال إظهارها في لوحاته، من خلال فن تطبيقي حفظها من الاندثار.
أما الأستاذ هشام تقي مدير ثقافة دمشق فقد أفاد بقوله، نستعيد بلوحات الفنان البارودي كثير من مشاهد البيت الدمشقي، فالألوان الزاهية  تذهب بنا إلى الفرح الذي كان يغمر تلك البيوتات، وتصور تفاصيل اللوحات لنا موجودات البيت الدمشقي بأدق تفاصيلها.
ليعقب على أن تداخل الألوان واختلاف درجات الحدة في اللون والدقة في استعماله يدل على جهد الفنان الواضح من خلال تأنيه وهدوئه في العمل أثناء أظهر العمل كما الزجاج المعشق كلاً متكاملاً، محاكياً للواقع بأدق صوره وتفاصيله حتى أنه يخال للناظر إلى بعض اللوحات بأنها عدسة مصور لا ريشة فنان.
أما الأستاذ أحمد العاقل فعقب بأن مشاهدته لمقتنيات المعرض،  أعادته إلى ذكريات طفولته إلى ذكريات الزمن الجميل بما فيها من محبة وود.

زوار المعرض كثر وأغلبهم من المهتمين بالتراث، منهم المهندس محمود الأحدب عضو لجنة الحفاظ على التراث المادي الذي عبر عن دهشته لتنوع مواضيع اللوحات فقال تؤرخ هذه اللوحات الذاكرة التراثية من خلال ريشة الفنان البارودي الذي جعلها تنبض بالحياة، وهذا يدعو إلى التفاؤل من خلال رصد الصور لمعظم النشاط الإنساني في المدينة القديمة. هذا إضافة إلى توثيق المناسبات الاجتماعية، ليخرج الفنان إلى محيط البيوت الدمشقية ليلقي الضوء على بعض المساجد والمقاهي وأماكن النزهات.
وأخيراً يعقب الفنان التشكيلي الكبير الأستاذ عاصم زكريا ليضيف بأن الفنان نذير البارودي أنشأ مدرسة مميزة خاصة به، فأتحف بلوحاته المدهشة مدرسة الفن التراثي الدمشقي بمؤثرات نفسية خاصة من خلال على مشاعر عميقة وأحاسيس دمشقية أصيلة ظهرت من خلال ماتضمته اللوحات من عناصر تميزت بها دمشق ومجتمعها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق