الدكتور فيصل الصباغ


الدكتور فيصل الصباغ 1919-2005م

يعد الدكتور فيصل الصباغ، أول جراح للأمراض العصبية في سورية، وواحد من أكبر المساهمين في نشر العلوم الطبية المتعلقة بالجراحة العصبية، والطب النفسي في الوطن العربي والعالم.

ولد فيصل الصباغ في حي الصالحية، أحد أحياء دمشق في أيلول من عام 1919م، توفي والده الحاج عبد اللطيف الصباغ أثناء تأديته فريضة الحج عام 1923م، وهو في الخامسة من العمر، كفله جده لأمه الحاج أحمد الأبرش، ترعرع في كنف أسرة محبة للعلم، فخاله علي رضا الأبرش من أوائل أطباء سورية، تلقى علومه الابتدائية والثانوية في مدارسها، تخرج عام 1946م، من ( المعهد الطبي)، كلية الطب اليوم، أكمل اختصاصه في باريس، وعمل فيها كأستاذ مساعد في أمراض الجهاز العصبي، غادرها إلى الولايات الأمريكية المتحدة، ليتابع اختصاصه في الجراحة العصبية، انتسب إلى جامعة كولومبيا في نيويورك، وعمل أستاذاً في معهد دراسات الأمراض العصبية فيها، ليعود إلى وطنه سورية عام 1949م، كأول جراح للأمراض العصبية، أسس أول قسم للجراحة العصبية في مستشفى المواساة، التابع لجامعة دمشق، وبذلك يكون الصباغ أول من عمل في قسم جراحة الأمراض العصبية في سورية، وكان في عام 1951 أصغر أساتذة الجامعة السورية سناً، وبوصفه أستاذاً محاضراً في كلية الطب في جامعة دمشق، فقد عمل جاهداً إلى تبسيط منهاج مواده، لصعوبة فهمها،  وجعلها أقرب منالاً وأيسر فهماً، فشدت محاضراته طلاب كلية الطب مع اختلاف سنوات تحصيلهم، واختصاصاتهم، وغصت المدرجات بعدد كبير منهم، وبهذا يكون أول من علم وأرشد في علم الجراحة العصبية في كلية الطب منذ افتتاحها عام 1903م، بعد أن  تبعت، أطباء فرنسيين بين عامي 1920-1946م، ساهم في تأسيس الرابطة الثقافية في المعهد الطبي العربي في مطلع الأربعينيات، ترأس الصباغ قسم أمراض الطب الداخلي بين عامي 1973-1983م، وعلى مدى سنين عمله في جامعة دمشق، تخرجت عدة أجيال من الأطباء النابهين، تلقى تكريماً عام 1978م، من اتحاد العلماء العرب، وانتخب مع عدد من الأساتذة لمنح البورد العربي، وهي درجة علمية عربية، تعادل نظيرتها في الخارج، تقاعد الدكتور الصباغ عام 1989م، عن عمر يناهز الـ 70 عاماً، وكرمته جامعة دمشق، تقديراً لجهوده المتواصلة، وإسهامه الكبير، في التعليم الأكاديمي، حيث اعتبر واحداً من الرواد الأكاديميين اللذين ساهموا في تعريب منهج التعليم في كلية الطب، كذلك  أشرف المترجم له على تعريب _ موسوعة هاريسون- لمبادئ الطب الباطني، وعد كتابه مرجعاً في كليات الطب في العالم العربي، ألف عدد من المؤلفات المتنوعة، وكتب مقالات أكاديمية، في مجال أمراض الجهاز العصبي، والجراحة العصبية، والطب النفسي، كذلك شارك ببحث حول التعريف بتراث العرب والمسلمين الطبي، وتطور العلوم العصبية عند الأطباء العرب والمسلمين،  للأستاذ الدكتور أشرف الكردي، كذلك استفيد من كتابه محاضرات في أمراض التغذية والتسممات، في موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة


وما زالت مؤلفاته تدرس في الجامعة السورية حتى اليوم، أنهى وهو في الرابعة والثمانين من عمره، تصنيف مرجع رئيسي في علم الطب، أُهل ليطبع في دمشق في عام 2006م.

عرف الدكتور الصباغ، بعلمه الغزير، وقوة الذاكرة والملاحظة، وبعمق وشمولية النظرة، وبرحابة وسعة الصدر، لطيف المعشر دمث الأخلاق، تحلى بروح الدعابة، وأخيراً ذكره صديق طفولته نجاة قصاب حسن فقال فيه في كتابه حديث دمشقي: امتاز فيصل بدمشقيته فهو من المعتقين في الصفات الشامية، يحب الدعابة، يحفظ القصص الضاحكة ويحسن روايتها، يسخر من الريجيم، يحب اللقمة الطيبة والجلسة الحلوة، فبهما تطيب الحياة.
وذكره أيضاً أحد تلامذته د. هشام مهايني فقال، كنا نسر بحضور محاضراته، وبإسلوبه الشيق المرن، تعلمنا منه المتابعة، فكنا نتابعه بمحبة، وتعلمنا منه الاعتدال في فحص المرضى، وكتابة سيرهم المرضية، وهي ما كانت تدعى بالمشاهدة، رحمه الله، كان من خيرة أساتذة كلية طب دمشق، نال احترام كل من عرفه، ولقبه تلامذته بأبو الأمراض العصبية في سورية .

هناك تعليق واحد: