الأربعاء، 6 مارس 2024

المربية دلال العظمة

 لقد سعدت أن أكون بلقاءٍ مع المربية الفاضلة دلال رفيق العظمة التي أشارت بأن والدها درس في الكلية العسكرية في الأستانة ليتولى بعدها منصب رٸاسة الدرك في دمشق فترة الانتداب الفرنسي لتقول:   

والدي قاٸد الدرك العام ووالدتي من آل المارديني  

أنجبا سبعة أولاد أربعة ذكور وثلاثة إناث ...توفيت والدتي بعد إنجابها للطفل السابع...هنا أحسست باليتم وأدرك والدي عبء المسٶولية التي وقعت على كاهله ليتزوج فيما بعد من خالتي لتكون لنا أما حنونا فنحن أولاد أختها...أنجبت خالتي معن وأمل ولكن صحتها تدهورت فتوفيت وعليه شعرنا بمرارة اليتم مرة أخرى وثقل عبء المسٶولية على والدي الذي كان في تلك الفترة على رأس عمله الذي يتطلب منه الحضور الداٸم ...هنا انضبطنا جميعاً تحت إدارة الوالد الذي كان حازما وعطوفاً في نفس الوقت .

من هذا المشهد أقول أنا كاتبة هذه السطور وأنا استمع إلى المربية الفاضلة دلال العظمة أحسست بعظم هذا المصاب ولكن من حديثها اطمأنت نفسي بعد أن قالت: (شعرت أنا وأخوتي بالتعاطف تجاه بعضنا البعض وتكاتفنا بالرغم من صغر أعمارنا لنكون سندا لبعضنا البعض).

في الحقيقة نحن جميعا خريجي مدرسة والدي الذي تواجد معنا باستمرار بالرغم من مشاغله الكثيرة فأخذنا عنه تحمل المسٶولية والانتظام في جميع ما أوكل إلينا من مهام وهنا شعرت بأنني أم الجميع وبخاصة أختي أمل وأخي معن، لتدور الأيام وتكون أختي وحيدة هي الأولى التي تصل لبر الأمان بعد أن حصلت على شهادة الطب من جامعة دمشق وعليه تدرجنا جميعا في إنهاء الدراسات التي اخترناها…

لتقول: ( أما عني فقد أتممت تعليمي في مدارس دمشق الحكومية لأنهي دراستي الثانوية من مدرسة التجهيز الأولى التي خرجت مٸات الطالبات الفاعلات في المجتمع...خولتني الدرجة التي نلتها الانتساب لكلية الطب ولكني آثرت أن أكون ضمن طالبات كلية الآداب قسم الفلسفة-علم النفس التي افتتحت أبوابها حديثاً .

أنهيت دراستي بتفوق وبعدها تقدمت لوزارة التربية والتعليم حيث تم إرسالي إلى شمال سوريا (أدلب) وهناك تم توظيفي مديرة  لأحدى المدارس لمدة ثلاثة سنوات وهنا واجهتني مشكلة أن أغلب الطالبات أكبر سنا مني ولكني تغلبت على ذلك من خلال وعي وحزم مني، بعد ثلاث سنوات تم نقلي إلى درعا حيث تم تعييني مديرة دار المعلمات لمدة عام ثم نقلت للشام لأعمل في جامعة دمشق  في مكتب رٸيس الجامعة مع المربية مطيعة طرابلسي ونزيهة كرد مستو

وفي أثناء العمل في الجامعة افتتحت وزارة التعليم العالي ليكون أول وزير المرحوم الدكتور واثق شهيد الذي كان في نفس الوقت رٸيساً لجامعة دمشق.

 وهنا أراد أن يعمل على جلب كوادر جديدة لوزارته وكنت من أواٸل الذين اختاروا أن يكونوا من إداريي وزارة التعليم العالي

حيث عينت بمديرية العلاقات الثقافية وبعد عامين آلت رٸاسة الوزارة إلى المرحوم الدكتور شاكر فحام الذي اطلع على أهمية المهام التي أنجزتها  واستدعاني لأتولى منصب مديرة العلاقات الثقافية ومنذ تلك الفترة وإلى تقاعدي شغلت هذا المنصب…

من أهم مهامي عقد اتفاقيات ثقافية مع الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة وخلال عملي في هذا المنصب ابتعثت مرات كثيرة لدول مختلفة بهدف الحصول على منح دراسية للطلاب والقاء محاضرات بمواضيع معينة ...وكم كانت سعادتي كبيرة بالمهمات التي أوكلت إلي لشعوري بأني أقدم ما يفيد في تقدم التعليم في بلدي.

بعد تقاعدي احتفظت بي وزارة التعليم العالي وتم تعييني مستشارة وزير التعليم العالي للشٶون الثقافية .

لتقول: (لقد عملت برفقة ١٥ وزير ممن تعاقبوا على وزارة التعليم العالي).

كم كانت سعادتي غامرة لوجودي مع المربية الفاضلة دلال والسيدة المحترمة المحامية أمل العظمة السمان حرم الرحوم الدكتور الأستاذ مأمون السمان (١٩٣٦_٢٠٢١) حيث استمتعت بمسيرة حياتهن المليٸة بشغف التعلم وحب الوطن.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق