الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

" حي الشعلان" حي الأجانب


" حي الشعلان" شارع الحرية

يقع حي الشعلان غربي جادة الصالحية، يتحدث عنه الدكتور أحمد الإيبش في كتابه معالم دمشق القديمة: تعود التسمية إلى آل الشعلان -أمراء الروّلة العشيرة العنيزية، ذاع صيتها بقوة البأس والكرم، وتخلد ذكرها في روايات حروب البادية وغزواتها، لافتاً إلى أن "اسم الشعلان" هو نسبة إلى جد العائلة ، ومعنى الاسم الأشعل من خالط شعره بياض، وهو من ألوان الخيل المحمودة؛ اشترى الشيخ نوري الشعلان رئيس عشيرة الروّلة في مطلع العشرينيات من القرن الماضي، دار ياسين باشا الهاشمي رئيس الوزراء العراقي السابق، الكائنة في الحي بدمشق، ومنذ ذلك الحين بنى الشيخ نوري مسجداً بجوار منزله، واتخذ المسجد والحي الشهير تسميته من اسم المالك الذي فتح منزله مضافة بجوار المسجد الذين عرفا بإسمه.

هذا وقد قامت مدونة وطن بزيارة الفنان التشكيلي عاصم زكريا ليحدثنا مشكوراً عن منطقة الشعلان كما صورتها ريشته ليقول: عرف موضعها في العهد العثماني بمنطقة بـ (طاحون الوز)، ليعرف المكان بزقاق الوز، وكان إلى الشمال منها محلة الشهداء، التي صورها حسب مشاهدته لها، كانت المنطقة منطقة خضراء خارج سور دمشق، تتناثر فيها بيوت ذان طابع دمشقي مع أسوار مبنية من الطين والتبن.

وبلقاء المهندس خليل الفرا، تبين بأن حي الشعلان نشأ بعد الاحتلال الفرنسي لمدينة دمشق، إذ دعت الضرورة إلى سكن الفرنسيين في حي واحد، - سكنتها الجالية الفرنسية والإيطالية والمسورين من المواطنين-، وعليه بين سنتي 1920-1930م؛  قسمت المنطقة بشكل عرضي، لتقوم عليها أبنية حديثة متراصة انعدمت بينها الوجائب، بسبب ضابطة بناء معينة، تميزت الأبنية بطابعها  الفرنسي، تميزت بواجهات من الحجر الكلسي الأبيض، وأسقف داخلية عالية، تزيد على الأربعة أمتار، وأبواب خارجية كبيرة، كانت خشبية في البداية، لتتحول إلى أبواب حديدية، وحسب الأستاذ عاصم زكريا: حلت الأبجورات الخشبية الحديثة محل الخصوص الخشبية التي غطت نوافذ البيت الدمشقي التقليدي؛ ليضيف وربما استورد الفرنسيون آلات نجارة حديثة لصنع الأبجورات التي انتشر استعمالها في مجمل الأبنية الحديثة فيما بعد، وبالرغم من انتشار الأبنية الإسمنتية إلا أن منطقة الشعلان لم تخل من وجود بيوت دمشقية تقليدية نموذجية، إلا أن التوسع المعماري استطاع أن يقضي عليها وعلى المساحة الخضراء الموجودة سابقاً، والتي كانت ترويها أقنية متفرعة من فرع نهر تورا أحد فروع نهر بردى.

أما المهندس عبد الفتاح أياسو – مدير التنظيم والتخطيط والتنمية العمرانية في محافظة دمشق – فأضاف: عن حدود منطقة الشعلان، تمتد المنطقة من زاوية معهد الفرنسيسكان- دار السلام- وتنتهي مع بداية حي السبكي، الذي يبدأ بحديقة السبكي الفسيحة، المتنفس الطبيعي للحيين، وتوازي جادة الحمراء وجادة عرنوس.

تحولت منذ تسعينيات القرن المنصرم من حي سكني، إلى حي تجاري؛ بسبب تطور الفعاليات الاقتصادية، ليصبح المحور التجاري هو المحور الرئيس فيها، مما أثر على تراثها المعماري، والذي أسهم في تغيير النمط  والهوية العمرانية للمنطقة بشكل عام، وهذا النمط الجديد للأبنية قلص  العناصر التقليدية الموجودة  سابقاً. مما جرد المكان من ذاكرته.

من أهم الأبنية القديمة التي مازالت قائمة، معهد الفرنسيسكان، كنيسة الآباء الفرنسيسكان، يضيف النهندس خليل الفرا: وكرد فعل على بناء الكنيسة، قام سليم الشلاح ببناء جامع بالقرب من بناء الإسعاف الخيري، وزارة الصحة، مضافة وجامع الشعلان- حسب معجم دمشق، قتيبة شهابي، تم إنشاؤه بين عامي 1926-1927م، ويشار الى ان مضافة نوري الشعلان الملاصقة للمسجد تفتح ابوابها كل يوم جمعة للمصلين، لتستوعب مع المسجد أكثر من 2000 مصلي يقصدونهما للصلاة. مسجد الشنواني؛ يقع إلى الغرب من شارع الحمرا، شرقي مسجد الشعلان، شيده سعيد الشنواني، عام 1922م، ودفن فيه عند وفاته عام 1933م. حسب مشيدات دمشق ذات الأضرحة، للشهابي.

أدى التوسع العمراني إلى توسع جادة الشعلان لتظهر كما يقول المهندس الفرا: جادات الحبوبي الأول، والحبوبي الثاني، والثالث. في منطقة كانت تسمى بستان الحبوبي.

ويفيد الدكتور هشام مهايني، تتوسط جادة الشعلان دمشق الحديثة، حيث تمثل الطابع المعماري الفرنسي الذي انتشر فيما بعد في الأحياء المجاورة، ليقول: على الرغم من انعدام المساحات الفاصلة بين الأبنية، إلا أنها تمتعت بحدائق داخلية، وفسحات جانبية، بالإضافة إلى وجود مساحات أمامية صغيرة عند مداخل بعض المباني.

ونقلاً عن الأستاذ محمد بسام سلام عن خاله علي الفوال: انتشرت بيوت المساكنة في بعض أنحاء الشعلان، فكان المنعمين من سكان الشام القديمة يخرجون إلى الحي طلباً للحياة الخاصة فكانت البيوت المتفرقة فيه ملاذاً بعيداً لتحقيق ذلك، ليقول أما بالنسبة للنسيج الاجتماعي، فقد ضم نسج اجتماعية متنوعة، تمتعت بالحرية في مزاولة الانتماءات السياسية نظراُ لتعدد الأحزاب السياسية في فترة الخمسينيات من القرن المنصرم، فأطلق على الحي شارع الحرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق