الخميس، 8 مايو 2025

المهندس لبيب منير المالح

 المهندس لبيب منير المالح (1946–2021)


ينتمي المهندس لبيب منير المالح إلى أسرة دمشقية عريقة عُرفت بعطائها العلمي، وقدّمت للوطن نخبة من أبنائه الذين تميزوا بالعلم. وُلد في دمشق وتلقى تعليمه فيها، ثم انتقل إلى إسبانيا ليلتحق بجامعة مدريد – كلية الفنون الجميلة، حيث تخصص في فن الديكور الداخلي, وبعد إتمام دراسته عاد إلى وطنه ليساهم في إثراء المشهد الفني والمعماري في دمشق، فصمّم أرقى وأجمل الديكورات للبيوت الدمشقية، مستلهمًا من روح المدينة العريقة فأبدع فناً مميزاً من خلال مزجه بين الفنين الأندلسي والشرقي. مما أضفى على أعماله طابعًا مميزا جديدا، مبتكرا مدرسة فنية جديدة في مجال التصميم الداخلي، ما جعله يُقارَن بالفنان الإسباني فرناندو دا أرندا، الذي لمع نجمه في أواخر القرن العشرين.


برحيله، فقدت دمشق أحد أبنائها البررة، ورحل عنها عنصر جمالي أصيل، عاش في كنفها وأحبها، فبادلته الحب بإلهام لا ينضب.

رحمك الله ابن الخالة الغالي وأوسع لك في عليين.

القاضي منير أديب المالح

 - القاضي منير أديب المالح: 1901 – 1958


شغل والده أديب المالح وظيفة أمين السجل العقاري في عكا، ثم انتقل إلى القدس، ومنها إلى بيروت، وأخيراً إلى دمشق حيث أنجب نجله الأول «منير» وفي دمشق أنهى منير مراحل تعليمه الأساسي متفوقا على أقرانه، وحصل على شهادة البكالوريا من (مكتب عنبر) ثم انتسب إلى كلية الحقوق عام 1922 ليكون من أوائل خريجيها

وبعد تخرجه من الجامعة تولى عدة مناصب ليصبح قاضياً للصلح في القنيطرة، ثم انتقل إلى حماة وعمل فيها قاضياً للصلح، ثم قاضياً في حلب، وعاد إلى دمشق حيث شغل منصب مستشار في محكمة الاستئناف، عُرف باستقامته ونزاهته أميناً في أحكامه.

ليصبح وجهاً من الوجوه الدمشقية المعروفة.

 أحد مؤسسي الجمعية الخيرية لفقراء حي المهاجرين عام 1955.

كتب عنه الشيخ «علي الطنطاوي» في مذكراته أنه اختاره هو والأستاذ عبدالوهاب الطيب عندما كان الشيخ علي الطنطاوي القاضي الممتاز في دمشق، ليقوم هو وزميله بمتابعة شكاوى الحجاج  وقال في ذلك:

«فهداني الله إلى اختيار اثنين من مستشاري  محكمة النقض قاضيين من أنزه القضاة. الثقة بهما عامة ، وهما الأستاذ «عبد الوهاب الطيب» و«الأستاذ منير المالح».

تدرج في مناصب القضاء، وغدا عضواً في المحكمة العليا عام 1950 التي كان يرأسها القاضي «عبد القادر الأسود» وبقي في منصبه حتى وافته المنيه سنة 1958.

وافته المنية قبيل عقده السادس إثر نوبة قلبية ليواري في مقبرة باب صغير حيث شهد تشييعه لفيف من العاملين في وزارة العدل وكثر ممن أحبوه.

أبناؤه: أديب ونجيب ولبيب المالح رحمهم الله. وسلمى وفطمة وفريدة وبارعة المالح حفظهم الله.

رحمك الله منير بيك المالح وأسكنك فسيح جنانه.

القاضي عبدالله نزهة المالح

 القاضي عبدالله نزهة المالح 1921- 1985م

والده الدكتور نزهة المالح من أوائل خريجي كلية طب الأسنان في دمشق

جده لأمه هو صالح درويش من أوائل أطباء الأسنان السوريين الذين أتموا دراستهم في أوروبا. 

نشأ عبدالله المالح في أسرة دمشقية متدينة ومعروفة. 

أتم دراسته الأساسية والتحق بكلية حقوق دمشق عمل أثناء دراسته مدرسا. وبعد تخرجه تدرج بوظائف إدارية ليعين قاضيا في محكمة الاستئناف في دمشق ثم عين مستشارا في محكمة النقض ثم رئيس إدارة التشريع القضائي.

أحب القراءة فعرف بواسع ثقافته، سخر معرفته بعلوم مختلفة لخدمة العدل وعليه استطاع تسخير معارفه في غوامض المشكلات وكشفت أقوى الجرائم.

أخلص في عمله وتوخى العدل في الأحكام.

وبعد تقاعده زاول المحاماة مدة ثلاث سنوات

تزوج من ابنه عمه السيدة فريده منير المالح وأنجب منها سحر ودرر وهند وإيمان وهبة. 

عرف من أسرته شقيقه الكاتب والإعلامي ياسر المالح.

وافته المنية منتصف عقده السابع عن عمر يناهز 64 عام.

عرف عنه إمانته وصدقه وطيب معشره وكرمه وحسن ضيافته.

التكية المرادية

 التكية المرادية – درة العمارة العثمانية في قلب دمشق

تُعد التكية المرادية (أو تكية مراد باشا) من أبرز المعالم الأثرية العثمانية في مدينة دمشق، وتقع في جادة النقشبندي بحي السويقة ضمن منطقة الميدان. وتُجسد هذه التكية مزيجًا من الوظائف الدينية، والتعليمية، والاجتماعية، التي كانت تشكّل النواة الأساسية لدور التكايا في المجتمع الإسلامي.

بُنيت عام 976 هـ / 1568 م، وسُمّيت باسم مؤسسها والي دمشق العثماني مراد باشا، الذي تولى الولاية ما بين 976 و978 هـ. وتوفي في السنة نفسها التي بدأ فيها المشروع، ودفن في ضريح يقع إلى الشرق من الجامع ضمن مجمع التكية.

يشير الدكتور عفيف بهنسي إلى أن التكية المرادية تُعد من أجمل وأكمل المباني العثمانية التي لا تزال قائمة في حي السويقة، وقد اكتمل بناؤها عام 981 هـ / 1573 م. وقد خُصصت لتأدية وظائف متعددة: جامع للصلاة، ومدرسة علمية، وتكية لإيواء وإطعام الدراويش والمسافرين، وضريح لمراد باشا.

عرفت التكية بالمرادية أو النقشبنيدية نظراً لكونها مركزاً للطريقة الصوفية النقشبندية، التي كانت من أبرز الطرق المنتشرة في بلاد الشام خلال العهد العثماني.


تميزت التكية المرادية بعمارتها ذات الطراز العثماني. 

ويحكى أن أحد المتصوفين الشيخ محمد اليتيم الدمشقي الميداني كان يقدم القهوة لتلاميذه بعد كل جلسة ذكر وفيما بعد كان أول من أدخل فكرة المقاهي لدمشق فكان يقدم القهوة ويتقاضى مقابلها الثمن وذلك عام ١٥٦٨م

لا تزال التكية المرادية بواجهتها الحجريّة الأبلقية الجميلة تقدم للناظر إليها صورة عن الفن المعماري الدمشقي.