الجمعة، 18 أكتوبر 2013

الكاتبة الأديبة عائشة عفت زكريا


عائشة عفة زكريا

تنحدر صاحبة الترجمة، من أسرة دمشقية عريقة، عرف أفرادها بالعلم، والأدب، والفن، أبصرت النور، في قلب دمشق، في حي استانبول الصغيرة، حيث سكنت العائلات المنعمة من الأسر الدمشقية، التي انتقلت خارج السور، شهد حي ساروجة، طفولتها، كانت حفيدة جميل أنور زكريا بطل من أبطال ميسلون، حقوقي، وأديب، وابنة محمد  عوني زكريا، الرجل الوطني الفاضل، صاحب اللغات والترجمات، والأشعار، والأدب الرفيع، والنفحة الدينية الصوفية، التي حمَلتها  لكتاباتها، المتعددة الجوانب فيما بعد.

ترعرعت بين أحضان الجدة، ذات الصالون الأدبي والفني، الذي جمع بين زواياه، أشهر مثقفي وأدباء وأديبات دمشق، على صدى ترانيم صوفية القرن المنصرم، شبت عائشة، بنفحة صوفية، ظهرت في كتاباتها فيما بعد بوضوح.

 اشتهرت عائشة عفة زكريا، بالمتعابعة العلمية المحضة، والتوثيق المنهجي العلمي، فلم يخل سطر من كتابتاتها، من التوثيق والتبويب والتصنيف، مما لايدع شك للقارىء بغرابة مايقرأ.

أنهت دراستها بمراحلها المختلفة في مدينة دمشق، لتنال  درجة ليسانس في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق عام 1967م، عملت مدرّسة للغة العربية في السعودية في معهد المعلمات- الرياض.

دفعها طموحها للمعرفة، لمتابعة التحصيل العلمي، فدرست الفنون الجميلة من الرسم والموسيقى وأصول النقد الفني، اتشاركت بمقالات نقدية لبعض معارض الرسم ُنشرت في صحيفتي اليمامة والرياض، ونظراً لشغفها باللغات الأجنية، من أجل الاستزادة من المعارف الغربية، نجحت في نيل درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة الملك سعود، غادرت الرياض إلى فرنسا، حيث الأدب والفن، فاغترفت من معارف وآداب اللغة الفرنسية، لتعود إلى الرياض، وبدأت مرحلة مهمة من حياتها، هي مرحلة الكتابة الجدية والتأليف، ونظراً لدخولها مجال الأدب الصوفي ، كان لزاماً عليها، المثابرة في تعلم اللغة الفارسية، التي استطاعت إتقانها، في فترة قصيرة.

حصلت على درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة الملك سعود، وعملت برتبة أستاذ محاضر لفترة قصيرة.

ناداها الحنين إلى الوطن، فعادت، وهي تحمل في جعبتها، ملفات عدة، حوت تصانيف لمجموعة من دراسات، موثقة، قل نظيرها.

ونظراً لغنى مؤلفاتها، منحت درع تكريم لجهودها في الأدب الفارسي من قِبَل جامعة طهران والمستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق في يوم المرأة المسلمة، وولادة السيدة فاطمة الزهراء.

-      نشرت عدداً من الكتب في دار المنهل بدمشق منها:

-      الكواكب الدريّة على الحدائق الورديّة في أجلاء السادة النقشبندية للشيخ عبد المجيد الخاني. تحقيق وإعادة طباعة.

-      الحصان الملجم  ذكريات طفولة فارسية. للكاتبة الفارسية المعاصرة شوشا عصار. ترجمة عن الإنجليزية.

-      قصيدة مجلس الطيور للشاعر الانجليزي جفري تشوسر. ترجمة عن الانجليزية الوسيطة، وهو مثنوي موضوعه يوم فالنتاين (الرابع عشر من فبراير- شباط او عيد الحب) في الأدب الإنجليزي على لسان الطيور.

-      منطق الطير بين فريد الدين العطار النيشابوري وتشوسر. دراسة مقارنة. ترجمة لرسالتها التي نالت بها درجة الماجستير في الأدب الانجليزي.

-      ليلى والمجنون للشاعر الفارسي نظامي الكنجوي ترجمة إلى العربية.

-      يوسف وزليخا لعبد الرحمن جامي ترجمة إلى العربية.

-      جولة في آفاق فن الرسم ، شبه قاموس فني شامل للأساسيات التي يجب أن يتعلمها دارسو فن الرسم مع تراجم لكبار رسامي عصر النهضة الأوربية.

تعد السيدة عائشة عفة زكريا الشوا، من

-      من حدائق الروح  العصر الذهبي للتصوف الإسلامي في بلاد الهند وفارس وما وراء النهر

-       السمط المجيد في شأن البيعة والذِكر وتلقينه وسلاسل أهل التوحيد للشيخ صفيّ الدين أحمد الأنصاري الشهير بالقشّاشي. تحقيق وإعادة طباعة

-      ليلى ومجنون للشاعر التركي محمد بن سليمان فضولي. تعريب عن التركية مع دراسة مقارنة لموضوع ليلى ومجنون عند العرب والفرس والترك

-      نور الدين عبد الرحمن جامي سيبقى في ذاكرة الأيام دراسة عن هذا الكاتب والشاعر العرفاني مع عرض لبعض كتبه.

 ويصدر قريباً كتاب عن الشاعر والكاتب والموسيقار يمين الدين أمير خسرو.

يتحدث الفنان  التشكيلي عاصم زكريا، شقيق السيدة عائشة،  عنها ليقول: ظهر نبوغها واهتمامها العلمي في سن مبكرة، فمنذ طفولتها، عكفت على قراءة الأدب والشعر، ورثت الذاكرة الحافظة عن جدها ووالدها، رحمهم الله، ترجمت اهتماماتها، بطريقتها الخاصة، وذلك من خلال دأبها على حفظ قواميس عدة للغات، فكان يكفيها، تصفح صفحة المعجم مرة واحدة، لتكتبها، غيباً، أحبت الأدب والشعر، فغاصت بين صفحات كتبه، لتنهل منها كل جميل. دأبت على اقتناء أمهات الكتب بلغات مختلفة، سافرت للحصول على مصادرها، لتوثيق مؤلفاتها.

تجردت عن توافه الأمور، وصنعت لنفسها عالماً جميلاُ، خاصاً بها، وما زالت أديبتنا المتألقة عاعكفة على مصادرها، ومراجعها، في بيتها الجميل، تسمع اللحن العربي الشجي، وعلى موسيقى موزارت، وبتهوفن، تخط لنا بفكر جميل مستنير، روائع يجهلها أغلبنا.

 

 

 

 

 

 

 

 

هناك تعليقان (2):

  1. بارك الله في عمرها وعلمها وعملها
    سيدة فاضلة من خيرة الناس

    ردحذف
  2. ما شاء الله موفقة أن شاء الله ،
    اذا امكن كيف الحصول على الكتب

    ردحذف