الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

عبد السلام حيدر 1913-1995


الأستاذ عبد السلام حيدر
ولد عام 1913 في مدينة يبرود من أسرة فاضلة فأبوه يوسف كان مفتي القلمون، تلقى تعليمه الابتدائي في يبرود والإعدادي والثانوي في دمشق (مكتب عنبرثم التحق بمعهد الحقوق العربي وتخرج منه عام 1937 بدرجة امتياز، والتحق في سلك الوظيفة في وزارة الداخلية، حيث عين مديراً للناحية في كل من خربة التين (حمص) ثم عامودا (الحسكة) فالرستن وتدمر (حمص).
ترك سلك الوظيفة وامتهن المحاماة منذ عام 1945 حتى عام 1955 وانتخب أثناء ذلك نائباً عن منطقة القلمون في مجلس النواب لثلاث دورات بعد الاستقلال.

في عام 1956 عاد إلى السلك الوظيفي في القضاء، وعين مستشاراً في محكمة الاستئناف ورئيساً للمحكمة في حمص والسويداء ثم نائباً عاماً في دير الزور ودرعا، ثم رئيساً لمحكمة الجنايات في  حلب وإدلب.

وأثتاء توليه منصب النائب العام في دير الزور في العام 1958 كلف محافظاً لمحافظة دير الزور.

في عام 1964 عين رئيساً لمحكمة الجنايات بدمشق، وفي العام 1966 عين وزيراً للعدل.
وبعد تقاعده عاد لممارسة المحاماة حتى وفاته في 15/12/1995.

شخصيته:
عُرِفَ "رحمه الله" بنزاهته واستقامته وعدله، وكان وطنياً قومياً جريئاً عبر عن وطنيته وقوميته بكثير من المواقف الجريئة والمشرِّفة كادت أن تودي به السجن مرات عديدة، كما.
ورغم كثرة مشاغله ومهامه كانت لديه اهتمامات أدبية شتى، وكان محباً للقراءة وللموسيقى والسفر، ولديه مكتبة ضخمة تضم، إلى جانب كتب القانون، الكثير من الكتب الدينية والسياسية والأدبية والاجتماعية، ولديه أعداد كبيرة من المجلات التي كانت تصدر في الثلاثينيات وما تلاها والتي تعتبر نادرة الآن.

زار مصر والأردن والعراق والسعودية والكويت كما زار فرنسا وبريطانيا وبولونيا والمجر والأرجنتين وتشيلي والبرازيل.

نشاطه الوطني:
من خلال موقعه كمدير لناحية الرستن، وأثناء الانتخابات التي جرت في ظل الاستعمار الفرنسي آنذاك، عمل على مساندة المرشحين الوطنيين مساندة كبيرة في وجه المرشحين الموالين للاحتلال وكان لمساندته تلك أكبر الأثر في فوز مرشحي الجبهة الوطنية في محافظة حمص كلها، وقد أتى على ذكر هذه الحادثة العماد أول مصطفى طلاس في كتابه "مرآة حياتي".

وعندما كان مديراً لناحية تدمر استطاع أن يستعيد من المستعمر الفرنسي قطعة أرض كبيرة في وسط المدينة كانت تستعمل حظيرة لخيول القوات الفرنسية وحولها إلى حديقة عامة، ونظراً لما كان يقوم به من تنمية الحس الوطني والقومي لدى العامة والتحريض بشكل خفي على مقاومة الاستعمار والوقوف بشكل صارم لمنع الفرنسيين من نهب الآثار، وضع القائد العسكري الفرنسي في تدمر آنذاك اسمه ضمن قائمة من يجب تصفيتهم، لكن مشيئة الله أنجته من ذلك بسبب مرضه (بذات الجنب) ودخوله المشفى.

شارك في مؤتمر السلام الذي عقد بعد الحرب العالمية الثانية في مدينة وارسو، ممثلاً سورية مع المرحوم الشيخ محمد الأشمر ومجموعة كبيرة من رجالات سورية.

نشاطه في الشأن العام:
أولى كل اهتمامه لرفع مستوى التعليم في القلمون، فأنشأ في العام 1936 مدرسة ثانوية خاصة ضم إليها نخبة من الأساتذة الأجلاء، وتخرج منها العديد من الطلبة الذين كان لهم حظ كبير في مجرى الحياة السياسية والعامة، وقدم مساعدات لطلبة القلمون، وخاصة المحتاجين لإتمام دراستهم.

ساعد على إصدار مرسوم بافتتاح مدرسة يبرود الريفية التي كانت تخرج مدرسين للمدارس الابتدائية لسد الفراغ في مدارس القطر نتيجة للتوسع في مجال التعليم، وكان للمدرسة المذكورة فضل كبير في نجاح مهمة التعليم في الريف ورفع مستوى الشباب الثقافي.

وفي مدينة النبك، كان له الفضل إلى جانب الأستاذ ياسين طربوش في افتتاح مدرسة داخلية، ضمت بين جنباتها العديد من الطلبة من أبناء القلمون وغيرهم.
 
آثـاره:
ألف في شبابه العديد من المسرحيات والقصص، وقال شعراً في كثير من المناسبات، أصدر عام 1937 مجلة القلمون الأسبوعية، كما أصدر في حمص مجلة الهدى مع الأستاذ قاسم الشاغوري.
اهتم أواخر حياته بوضع كتاب أسماه أخلاق القرآن، يبحث في الآيات القرآنية وكتاب آخر عن معجم قرآني يستطيع القارئ معرفة الكلمة وعدد مرات ورودها في القرآن ومواضعها لكنهما ولسوء الحظ لم يريا النور في حياته.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق