الاثنين، 28 مارس 2016

خالد العظم ١٩٠٣-١٩٦٥م

خالد العظم .. السوري  (1903-1965)

هو الزعيم الوطني السوري خالد بن محمد فوزي العظم.


انه رجل الدولة الذي كان من بين القلائل ممن وضعوا اللبنة الاولى لسورية الحديثة ذات الكيان  الاقتصادي الحديث والمستقل..
انه ابن عائلة العظم, احدى ابرز العائلات السياسية السورية ورئيس الحكومة السورية ست مرات, والرئيس السوري بالنيابة بين نيسان وايلول 1941.



ولد خالد العظم عام 1903 في دمشق، وتخرج في جامعتها عام 1923 في مجال القانون، وورث باكرا مهام والده الاجتماعية والسياسية بصفته أحد أهم أعيان دمشق... وفي عام 1925 انضم إلى حكومة المدينة.


في ثلاثينيات القرن الماضي أصبح خالد العظم من المقربين إلى كبار أعضاء الكتلة الائتلافية المناهضة للفرنسيين، مثل الرئيسين هاشم الاتاسي وشكري القوتلي,  الا انه كان ميالا الى هاشم الأتاسي، فيما اختلف كثيرا مع شكري القوتلي وتصارع معه سياسيا رغم عمله كثيرا تحت ادارته كوزير وكرئيس للوزراء.

في عام 1939 تم تعيينه وزيرا للخارجية في وزارة أحمد نصوحي البخاري أثناء الإنتداب الفرنسي.. وفي نفس العام كلفه الجنرال الفرنسي دانتز بتشكيل الوزارة في دمشق.

عينه الانتداب الفرنسي عام 1941 رئيسا للوزراء ورئيسا بالنيابة، وبعد خمسة اشهر وبسبب  عدم عثور الفرنسيين على مرشح رئاسي منذ استقالة الأتاسي عام 1939استبدلوه بتاج الدين الحسني الموالي لهم.
عمل خالد العظم مرارا في البرلمان ومجلس الوزراء في الفترة 1943-1947.
وفي عام 1945 رشح لرئاسة الجمهورية، وفاز شكري القوتلي، الذي كلف العظم بتشكيل الوزارة.
عام 1946 عين وزيرا للعدلية بعد انسحاب القوات الفرنسية, فقام بإلغاء الامتيازات الأجنبية في سورية.
عام 1947 عينه القوتلي سفيرا في فرنسا ونجح في إبرام صفقة شراء الأسلحة من باريس, وفي وقت لاحق من  الاتحاد السوفييتي.
في ايار 1948 عاد الى دمشق ووافق على تشكيل حكومة متعددة الاحزاب تحت حكم القوتلي الذي بقي حتى اذار 1949.

حاول الحصول على قروض للتنمية في سورية من فرنسا والولايات المتحدة, وسافر كثيرا لحضور اجتماعات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية, وتصادم مع حسني الزعيم الذي قام بانقلاب في 29 اذار 1949، وسجنه هو والرئيس شكري القوتلي. وفي عام 1949 اعتقله حسني الزعيم واقتيد من قصره حافيا بملابس نومه، وعندما اطيح بحسني الزعيم بعد خمسة أشهر، عاد خالد العظم إلى البرلمان كنائب عن دمشق, وأصبح وزيرا للمالية, ثم انتخب في الجمعية التأسيسية التي صاغت دستورا جديدا لسوريا.


في أواخر عام 1949، تسلم خالد العظم رئاسة الحكومة السورية عندما كانت العلاقات مع الحكومة اللبنانية بين شد وجذب منذ حصول البلدين على استقلاهما قبل ست سنوات, وذلك بسبب شعور السوريين بالغبن من هيمنة الرأسمال اللبناني بسبب الوحدة الجمركية بين البلدين, ولأن المرفأ المشترك للبلدين كان في بيروت، حيث لم يكن لسورية مرفأ انذاك, اضافة الى ان لبنان كان يمتلك الوكالات الأجنبية الحصرية لكل من سورية ولبنان.

وكان لخالد العظم الفضل عندما شكل حكومته الثانية في فصل الوحدة الجمركية مع لبنان – تلك الوحدة التي كانت تستنزف الاقتصاد السوري - واصلاح النقد السوري، وانشاء مرفأ اللاذقية، وبناء خزانات الوقود لكي يتوقف اعتماد سورية على الوقود الذي يأتي بشكل يومي من لبنان بسبب عدم امتلاك سورية لخزانات, كما وسع شبكة الخطوط الحديدية وأقام  مشاريع ري... كما قرر خالد العظم منع نقل البضائع من لبنان إلى سورية باستثناء بضائع الترانزيت والبضائع المعفاة من الجمارك والمحروقات.. وتحمس الصناعيون لمنع مزاحمة الصناعة اللبنانية لمنتجاتهم.

وعلى صعيد إصلاح النقد، أصدر العظم قرارات تهدف إلى إلغاء حق المصرف السوري في إصدار النقد وحصر هذا الحق ملكا للدولة السورية وحدها، عبر مؤسسة سورية خالصة, أطلق عليها اسم "مؤسسة إصدار النقد السوري." وأدت ثورة العظم النقدية إلى رفع قيمة الليرة السورية.
خالد العظم المليونير.. كان همه الاول والاخير فقراء سورية, فكان اول من ادخل صوامع الحبوب إلى سورية لأنها تحفظ الحبوب لمدة 20 عاماً .. وكان أول من أنشأ غرفة الصناعة... كما اقام مصنعا للاقمشة بسبب غلاء الاقمشة المستوردة انذاك, وأسس معملا للإسمنت وبدا بتوسيع رقعة الأراضي المزروعة، وأسس غرفة الزراعة .

خالد العظم ... اخر رجالات الحكم في سورية من آل العظم .. ومن القلائل الذين ساهموا في بناء سورية الحديثة بـُعيد الاستقلال,, احب سورية وخدمها نائبا وسفيرا ووزيراً ورئيساً للوزراء ورجل اقتصاد وصاحب رؤية مستقبلية ثاقبة اثبت الزمن فاعليتها.

توفي خالد العظم في بيروت في تشرين الثاني 1965 ..

وباختصار يمكن لمجهوداته وانجازاته الاقتصادية التي خدمت سورية واسست لاستقلالها الاقتصادي ان تمنحه بجدارة لقب .. رائد القومية الاقتصاديةo